الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

طنط..... ام سعديه





كان يوما مرهقا من بوادره الاولى ,
-
استيقظت متأخرة عن العمل واضطررت لإرسال رسالة إلى مديرى أعتذر له عن ذلك برغم علمي أن ذلك لن يقلل من نظراته الثاقبة السخيفة لكونى تأخرت عن الحضور!

-
أعانى من بوادر برد راحت ضحيته كل قواي وأصابنى ببحه في الصوت وإحتقان في الحلق زاد من تأففى العام!

-
أدرك أن أمامى رحلة طويلة بالمترو وأنا غير مؤهلة تماما لهذه الرحلة فى هذه الحالة النفسية النكدة والتى رحت ضحيتها منذ اسبوعين على أقل تقدير, لكني أدرك أيضا كونه آخر الشهر وما تبقى لي من أموال لا يؤمن لي رحلة سوية في عربة أجرة خاصة تنجو بى بعيدا عن هذا الكم من البشر في المترو, المستنزفين لمساحتي البشريه وطاقتى المحدودة أساسا!
كما لا أستطيع  استبعاد مدى سوء حركة المرور الذي سيبب لي مزيدا من التأخير ومزيدا من العصبية كذلك !

لا داعى لااااا داعى...........
....
...
..
.
جلست لقليل من الوقت على حافة السرير أفكر بشيء واحدأن أكافىء  نفسي على عمل لم أقم به بعد وهو (أن أنحشر بين كل تلك الأجساد الرثة في المترو) وعليه قررت أن أتصالح مع تأخيري المسلم به وأن أتمتع بحمام صباحي دافىء حيث أن أخى الوحيد نائم والشقة متسعة لي تماما إعمالا بالمثل الشعبى السعيد (ضربوا الأعور على عينه قال خسرانه خسرانه!)

كانت هذه المكافأة الصغيرة مرضية  جدا لي فملمس الملابس على الجسد المندى أيقونة مرضية جدا لى كما أنني غارقة في حب غسول الجسد الخاص برائحة الخوخ السعيد.

غادرت المنزل مرتلة اذكار ترك المنزل وذهبت دون أدنى خطط ليوم مختلف سوى أنى سأفعل كل ما استطعت لأصل المكتب في أسرع شكل ممكن وبعدها فليكن ما يكون ,نزلت إلى شارعنا الهادىء حيث رحل معظم الناس إلى عملهم وتركت هنا وحيدة سعيدة إلى حد كبير بهذه الوحدة فطاقتى تكفينى على مضض منها  , لا اقوى على رد السلام بصورة لائقة ولا اقوى على الابتسام طيلة الطريق  لجيراننا المطلين من الشبابيك او المغادرين الى عملهم او ما الى ذلك.

..................

كان كل هذا تقليديا ومتوقعا ورتيبا لكونه يوميا جدا لا يحتوي أي اختلاف ملفت, حتى التقت عينانا انا وطنط (ام سعدية) والتي لم أفكر يوما ان اسأل عن اسمها الحقيقي فهذا بعرفها إهانة, هى ام سعدية فقط ولا اكثر!

هي أمرأة لا أعلم عنها الكثير سوى كونها في عمر جدتى وربما تفوقها بسنوات قليلة , توفي ابنها هاني في الجيش في عمر الزهور حين كنت انا في العاشرة ,لا زلت اذكر هذا المشهد وكأنه بالأمس حين أطليت من الشباك بخوف وحيرة فقد علت الصيحات وصوت النحيب كان كافيا لإيقاظه هو الغائب عن عالمنا في اغلب الظن ,احضروه الي شارعنا ملفوفا بملائة وقد تحول جسده مرسوم العضلات باسم الملامح  إلى قطع  صغيرة, فقد انفجر به لغم اثناء التدريب في الجيش وما باليد حيلة كانت الكلمة المحددة للحدث ككل !

كان الاجمل بين أبنائها الاربعة ولا أنكر كونه في مرحلة مراهقة متقدمة لدي كان صورة بليغة لفتى الأحلام ذي البسمة الساحرة والجسد المرسوم والروح المرحة , لكنه مات !

تخلصت والدته من مرحلة النحيب سريعا وهذا لكونها جنت  بمعني الكلمة وصارت تحدث طيفه وتبتسم له وتحاوره طويلا فى حضورنا او فى غيابنا !

لم تنسى ام سعدية مع مرور العمر امر هاني فتاها المدلل،وهكذا لم انس السؤال عنها كلما سنحت لي الفرصة, ام سعدية وجدتي هما الوحيدتان اللتان احرص على تقبيل يديهما حتى الأن ولا سبيل لدي لأنسى ذلك ايا ما كان انشغالي او او او!

...........................................

بينما انا اسير مطأطئة الرأس ماقتة على امور كثيرة, يحيط بهالتى شبح الضيق والغم والنكد،التقيت بطنط (ام سعدية!)
تفكرت كثيرا ان كلمه طنط الإفرنجية هذه لا تتوافق مع كلمة(ام سعدية)بما تحتويه من رائحة بنت بلد جدعة أفنت عمرها من اجل اولادها وراح عقلها ضحية حزنها على احدهم ,لكن لا اعرف لم اعتدت على ذلك واحتفظت به !

انحنيت اقبل يدها بإرتشاف صادق فقد فات زمن على لقائنا الأخير, ابتسمت برقي وطبطبت على رأسي وقالت بهدوء وسكينة :
 
رأيتك في الأمس تسيرين حزينة ناظرة الى الارض،كنت في الشرفة ولم أقو على مناداتك فصوتي ضعيف, لكن ظلت عيناي تراقبك حتى خطت قدماك عتبة منزلكم بينما أدعو لك بكشف الهم وسعة الرزق ،اتمنى ان تكونى استيقظتى اليوم اسعد !

- انا مندهشة لكني راضية تماما وصامته تماماااااا!

أردفت,يا ابنتي الحبيبة لا تحزني فانت جميلة البسمة فلا تبخلي على الدنيا ببسمتك,بيقولوا (اضحك للدنيا تضحكلك !)
وانت محظوظة كذلك فلديك من يدعو لك بظهر الغيب مثلي وهذه رحمة كبيرة من الله!


- انا لا زلت مندهشة لكن راضية تماما تماما تماما تماما وهكذا صامتة تماماااا !

قبلت جبيني بيدين مرتعشتين واردفت ,لا اعلم لم أتذكر هاني كلما رأيتك !
اعرف انك أحببته مثلي وقد كان يخبرني دوما كم كان يحب اللعب معك في الشارع وإثارة غضبك بحركات طفولية فتزدادين جمالا وذكاء لتثأري منه كونه اغاظك !

 
تتنهد تنهيدة طويلة ولا تزيد الا بقولها (الله يرحمه ويباركلك بعمرك وجمالك وصحتك واشوفك عروسه يا رب على حياة عينى!)

اقبلها من جديد وابتسم ابتسامة ساذجة لكونها لا تفي بكل ما اشعر به نحوها او نحو الكون ككل من رضا ,انها الطبطبة الالهية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى !

لكن لأنى متأخرة فتركتها لأمضي بعد ان وعدتها بزيارة قريبة بإذن الله نتبادل بها الحديث عن اي شيء تحبه واعرف مسبقا ان الحديث سيتمحور حول هانى فتى احلام الماضى السحيق .

.............................

اذهب في طريقى مستسلمه لرغبتى العارمة ان انظر للسماء و ابتسم واتساءل بهدوء!

*
ترى يا رب هذه رسالتك التى سألتك عنها بالامس حين كنت حزينة وتشككت فى مدى محبتك لي ومع ذلك تتركنى ضحية لإفتراس كل هذا الضيق والهم رغم إستعانتى بك!
*بالامس سالتك ان تخفف عنى وتشككت بحبك لى واليوم ترسل لى طنط ام سعدية مرسالا عنك, حيث انزلت عليها رحمتك بتنسيق كلمات محددة تسوقها الي رغم جنونها المعهود!
*ترى اتحبنى لتلك الدرجه حقا ام ان كل هذا إستدراج عقلى منى وما الامر الا مجرد صدفه ! ربما كل هذا مدرج تحت الحقيقة العلمية التى تقول ان الكون يطبطب علي إستحياء احيانا
يا رب حتى لا اطيل عليك ......
 
اعلم ان هذا جنون وربما سذاجة وربما الاقرب ان يكون طمعا كبيرا ,لكنى متشككة الى ابعد حد و انت اعلم بهذا بالتأكيد فأنت من ركبت تلك الخلطة الجهنمية المسماه انا ,لكن انا لا زلت بإنتظار علامة اخرى تؤكد لى ان طنط ام سعدية كانت علامة بالاساس!

ابتسم من جديد وانطلق بيوم اخرعارى تماما عن اى خطط  تجعله يوما مختلفا سوى انى سافعل كل ما استطعت لاصل المكتب باسرع شكل ممكن وبعدها فليكن ما يكون !لكن  هذه المره برضا تام عن كونى مررت بهذا اليوم وان كان عارى تماما عن اى خطط تجعله مختلف ,فقد حافظ على كونه مختلف لمجرد ملاقاتى لطنط ام سعديه بهذا الصباح الحانى 

 :)
http://elwatannews.com/news/details/392030
لينك المقاله فى جريدة الوطن :)

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

الاختيار



الاختيار ,
بدايه عهدى بهذا المسمى او هذا التعريف كان بفيلم ليوسف شاهين تظهر فيه سعاد حسنى فى اول لقطه منه بمشهد مثير ايما إثاره بفستان يكشف عن نهديها , لم افهم مرجعيه المخرج العبقرى ليختار هذا المشهد باولى اختيارات فيلمه الذى يتحدث عن الاختيار فيزيد من إرتباك المشاهد ولا يسهل عليه الاختيار ابدا.


بالنسبه لى كان الاختيار سهل لانه لم يكن متروك لى بل لوالدتى فلطالما احتل (الريموت) يدها لكونها سيده المنزل ,فتتخلى عن هذا الفيلم ان صادفنا كاختيار على احدى القنوات التليفزيونيه ,

تتخذ اختيارها هذا بحركتها البسيطه تلك لتغيير المحطه على اخرى اقل إغوائا من وجهه نظرها , وبهذا تحفز وتبجل اختياراتها الاموميه للمحافظه على عقليه اطفالها من النبوغ قبل (الاوان)!

كانت دوما كلمات ابى واضحه و صارمه (هى حره! هى الوحيده المتحمله لنتيجه اختيارتها!)

اتذكر اولى قراراتى حين كنت صغيره اختار حذاء للعيد بسنواتى الاولى ,إخترته ككل الاطفال بمرجعيه خاطئه نظرا لخضوعى للعبه الذهنيه التى يلعبها البائعين على عقل الاطفال, بأن يرفق الحذاء بلعبه بسيطه لا يتجاوز ثمنها الجنيهات بينما هى كفيله لإغواء الاطفال لمجرد كونها هديه غير مدفوعه الثمن ,

اتذكر كلمات ابى حينها عندما وجهنى إلى قرب وقوعى بتلك الهوه وقال: (لا تختارى الحذاء لمدى جمال اللعبه المرفقه فلن ترتديها بقدمك اثناء اللعب والجرى وتبديل العجل, إختارى الحذاء المريح الذى سيعينك على اللعب وايا ما كان اختيارك فستلحقه لعبه ما , فهذا قانون عام بالمحل !)

اتذكر حينها ايضا لكونى طفله عنيده رأيت أن إختيارى لحذاء اخر غير إختيارى الاول وكأنى اعترف لابى انى كنت بالتفاهه حيث إنسقت للعبه  البائع الذهنيه, فقررت بحماقه ان اتمسك بإختيارى رغم ان الحذاء لم يكن مريحا البته.


اتذكر نظرات ابى الهادئه وهو يقول (انتى حره انت التى سترتدينه و ليس نحن !)
وكانه يخبرنى بهدوء ورويه انى الوحيده المجبره على تحمل نتيجه إختياراتى وليس ايا ما كان حتى اقرب الناس لي لن تتحمل عنى , كانت كلماته تلك كفيله لان تطيح بعقلى حد الجنون وتتركنى شارده طيله طريق العوده .

ليس من الاضافه ان اخبركم ان هذا العيد كان اسؤ عيد قد يمر على كطفله مشاغبه اراهن كل اولاد الشارع بكل العاب الحركه كالنحله والكره وصيادين السمك ,فقد كان الحذاء مؤلم جدا لقدمى ولم يعيننى على اللعب ,واصر ابى على عدم إرتدائى لاخر ليتم درس الاختيار لدى ويتركنى بصمت اتحمل نتيجه إختياراتى !!


بعد ادراكى لما الحقته بنفسى من نصيب الاسد من البؤس ,كانت طامتى الكبرى فى ذهدى من تلك اللعبه المصاحبه للحذاء بعد قليل جداااا من الوقت, وسألت نفسى بيأس ماذا كسبت الان ! ها انا قد اضعت احلى ايام العيد ولم العب او اخرج لان قدمى تؤلمنى وحتى لم اتسلى باللعب بتلك اللعبه المصاحبه للحذاء ,وحينها ايقنت ان ابى كان على حق تماما ان العله بالإختيار وليس بالمزايا اللحظيه التى يحققها الإختيار .




كانت دوما كلمات ابى واضحه و صارمه (هى حره! هى الوحيده المتحمله لنتيجه اختيارتها!)

لا انكر انى بمرحله ما واعتقد إنها بمرحله مراهقتى ,حيث تترتب افكارنا فجاه وكأن العالم كله يضطهدنا واننا مراقبين من جهه عليا تداعب اقدارنا هذلا , اضطر عقلى حينها كأليه دفاع ان يصب الجحيم على امى وابى حيث اقنعت نفسى ان العله ليست بى ولكن بهم, فهم غير اهل لتربيتى حيث يتركون لى كل تلك الاختيارات الصعبه ويتركونى اتحمل نتيجتها دون ان يساعدوننى حتى اخطىء , وكأول بوادر البرانويا بفترات المراهقه البشعه رايتهم يبتسمون لوجعى و المى لكونى اخترت إختيارا خاطئا ما واخر يليه!

لا انكر ان بتلك الفتره كنت اتأمر انا الاخرى على عقلى فى محاوله لإستنذافى لاخر قطره لاختار إختيارات صحيحه , لأثبت لأبى كم انا اهل للإختيار وكأنى اخرج له لسانى دفاعا عن عقليتى القادره على جحيم الاختيار المطالب منى على مدار اليوم!


 مع الوقت ومع تداعى عقلى للتسائل ومحاولات النقاش الغير مثمره تعرضت لمزيد من الاختيارات, ومع الوقت تزداد إختياراتى عمقا وتاثيرها يطول ليلحق بعمرى باكمله , كإختيارى لقسمى العلمى او الادبى واختيارى للصمود حتى اخر رمق بعلمى رياضه رغم ان مجموعى بالسنه الثانيه لا يعيننى كثيرا ! واختيارى لكليه الهندسه وبعدها قسم عماره ثم العمل واختيار الشركات وووووو

كانت دوما كلمات ابى واضحه و صارمه (هى حره! هى الوحيده المتحمله لنتيجه اختيارتها!)

مع الوقت ومع تطور عقليتى تطورت إختياراتى واضحت اكثر تعقيدا وتوابعها (الويل كله فى التوابع صدقونى) توابعها اضحت كفيله لتربكنى لقرون طويله اؤجل خلالها اتخاذ القرار لعدم تأكدى من القدره على تحمل النتائج كامله دون تذمر وبتصالح تام مع قدرى,قدرى الذى خيرت فيه ولم اصير كما قال الله تعالى !

اصابتنى نوبات من القلق الحاد مع كل إختيار اجبر على اتخاذه وصرت اتسائل ببديهيه طفوليه ان كنا حقا (مخيرين )ام( مسيرين )ام (مخيرين مسيرين) كما يجيب البعض بتذاكى و كأنه اجاب على سر الكون الاكبر بينما اجابته لم تعيننى على شىء الا الغوص اعمق واعمق دون هدى!
 ولكن ما الجديد فدوما ما كانت الاجوبه غير مرضيه لعقلى او حتى لمشاعرى الظمئانه للإطمئنان, فالكل يريد ان ينجو بوسام الإجابه باقل الكلمات بينما وان اسهب فاعلم إنه احمق لا يعلم ما يقول فيؤتى بكلمه من المشرق و اخرى من المغرب!
دوما ما كانت الاجابه المنشوده لاى سؤال اساله ,بان تكون طويله وعميقه و موفيه لكل الجوانب,وهذا ما لم احصل عليه يوما !


كانت دوما كلمات ابى واضحه و صارمه (هى حره! هى الوحيده المتحمله لنتيجه اختيارتها!) 

مع الوقت ومع محاولتى لتحليلى للامر نفسيا بقرائه القليل من الكتب النفسيه التى توضح تعقيدات النفس ,حتى أصابتنى إنتكاسه الخوف من اى قرار وإن كان تافها فهذه الكتب اوضحتلى ان اى إختيار وإن كان صغيرا وقد يكون تافها قد يساهم فى تغيير مسار حياتنا بالكامل ,كانت من الامثله التى عرضت بالكتاب الاول الذى قراته بهذا المنوال تقول (هل تعلمى سيدتى ان اختيارك لالوان ملابسك قد تساهم فى اختيار رجل احلامك او قبولك بالعمل او تساعد فى تسهيل حيثيات القبول من الفشل !!)
بعيدا عن كون الصيغه تافهه وضئيله العمق الا انها كانت اهل لتفتح لعقلى بابا جديدا للتوجس, وليس من الاضافه اخباركم انى من يومها صار قرار إختيار ملابسى صباحا مهمه شاقه جدا جدا جدا !!

كانت دوما كلمات ابى واضحه و صارمه (هى حره! هى الوحيده المتحمله لنتيجه اختيارتها!)..................

صار الامر كصوت عقلى يؤنبنى كلما إبتسمت ورسيت على بر إختيارا ما , ياتى صوت ابى رنانا باذنى يقول تلك الجمله بكل ثبات  فارتبك واتسائل ترى هذا هو الاختيار الافضل ,هذا هو الاختيار الذى ساثبت به لابى انى لم اقع بتلك اللعبه الذهنيه الى يلعبها على الكون كله, فقد تعديت ان اخاف من العاب بائع الاحذيه الطفوليه وصار التهديد اقوى و اعمق.
 ملحوظه: لم اشاهد فيلم الإختيار يوما,لطالما اكتفيت بمشهده الأول فلا زال الريموت بيد سيده المنزل التى لا تزال تخاف علينا من النبوغ(قبل الاوان)........ :)

الأحد، 3 نوفمبر 2013

خلف الأسوار





في الأمس عندما كنت طفلة كانت كلمات أمي محددة وموضوعية  في أولى رحلاتي للعالم الخارجي !

فلتحذري الرجل الثلاثينى  فما فوق! لا ضير أن تتعاملي معه لكن بحذر!, أما من كان دون ذلك سنا فلن يشكل داخل عقلك اي هجوم فلا تخافى منه , فالنساء في أي سن كن سيحبونك كدمية لديهم أو كطفلة يتمنين اقتناءها وسيراعونك في غيابي ,اما الأطفال الصغار وحتي العشرين عامليهم كأصدقاء لطيفين ولكن حاذري على ساندوتشاتك وما شابهها من ممتلكاتك الخاصة, فهم يشاركونك نفس الاهتمامات تقريبا فتعايشي بود تشوبه الحيطة.

عندما استفقت على حالي أكبر قليلا, وانتقلت إلى مدارس أعلى وصار من المسموح لي ان اذهب بمفردي إلى المدرسة, إتسعت دائرة التحذيرات لتشمل النساء التي تكبرني سنا, فقد صرت مطمعا لهن كجسد يغوي الرجال يصلح ان يباع بالبخس, حتى إن ارتكز الامر على  سرقة حلق أذني فهذه خسارة فادحة في قانون أمى ، ومع استمراري في النمو,استمرت والدتي في توسيع دائرة التحذيرات المرا فقة لكل فئة عمرية وتوجه عام أحتك به على مدار يوم,. حتى جاءت الطامة الكبرى ببدء بث برنامج خلف الأسوار وما شابهه من البرامج  تجعلك بكل وعي منك تدرب حالك على نسيان السيناريو الخير, بل  التلذذ وإختبار مدى عبقريتك في خلق السيناريوهات الاسوء.

يوهموننا أنه بتلك الطريقة نحمي أنفسنا بتوقعنا الخطوة الأولى للمجرم ، وفي هذا التوقيت تحديدا كانت رقعة المشتبه بهم وتحذيرات أمي قد توحشت لتقضي على الأخضر واليابس ,وصار من وجهة نظرها ان تلك هي الآلية الوحيدة لحمايتي, بأن تغذي عقليتي من وقت لآخر بسيناريوهات مبتكرة العمق في قانون (ماذا لو!).

 أشرفت بود و تفانى و حب جنونى  فى توسيع دائرة سيناريوهاتى المتوقعة نحو الجميع, الذين صاروا في ليلة وضحاها مشتبها بهم لتكدير صفو حياتى الهانئة .

 كنت اشعر بالشفقه نحوها ,كنت أتفهم تماما مرجعية تصرفاتها تلك, فهى تحبنى و تخاف علي حد الجنون و تريد ان تحمينى قدر الإمكان كما تكره ان تقيدنى لأظل امام عينيها قابلة للمراقبة وتصحيح المسار طيلة الوقت, تريد لى ان انمو لأصبح مؤثرة في مجتمع لا يشبهنى و في نفس الوقت تخاف علي من الإحتكاكات المرهقة لي ,كانت الإزدواجية بين احتياجاتها وواجبها في خلق كائن مؤثر في المجتمع تقلقها ليال طوال على مرأى مني حيث يعز عليها النوم وتفاجئنى بأسألة غريبة في أوقات أغرب عن اشياء اغرب واغرب من منطلق قانون(ماذا لو!) , كانت كل رغبتها ان تتأكد انى جاهزة لخوض تلك الحياة وحدي قدر الإمكان دون ان تقيدنى بخوفها فتكون سببا في ان اموت وحيدة!

حاولت ان تنقل لي توجسها من وقت لأخر, وحاولت بذكاء المرأة الذي اقدره لديها ان تحول الأمر إلى لعبة مسلية نضيع بها الوقت, كنا بين الحين والآخر نتبارى في خلق السيناريو الأكثرإلتواء وسينمائية ,وبهذا ظهرت لعبتنا الأبقى والخاصة بوسائل المواصلات ,لعبة (الحاسة السادسة) ,

كانت تقترح مجموعة من المعطيات لحدث غريب و تسألني ماذا كنت لأفعل لو مررت بموقف كهذا , في البدء كانت القصص بسيطة, على سبيل المثال: أن يستوقفني أحد المارة ليسأل عن مكان ما ,لكن مع الوقت أصابت قصصها نفس عدوى العمق والإلتواء التي تتحفنا بها مذيعة برنامج خلف الأسوار , أخبرتني أمي في يوم ما حين أصابتني نوبة ضيق من اسئلتها المتكررة المستفزة لعقلى بعد ان اصبحت واعية بالقدر الكافي فلم أعد أصدق أنها مجرد لعبة لتقضية الوقت في وسائل المواصلات ، أخبرتني أمى وكأنها ساحرة تفضح لى سر المعبد المهجور,لا زلت اذكر رنة صوتها و هى تخبرنى بصدق تام كافي لإسكات أي عصب متسائل في عقلى ,
قالت:- تلك الحاسه السادسه صفة تختصنا نحن معشر النساء ,طالما انك سيدة فأنت تمتلكينها ,وهي الاستشعار عن بعد او شفافية الشعور بالحدث قبل وقوعه , لكنها مكتسبة وإكتسابك لها ومدى جدارتك بها يأتى من التدريب  فتنمو معك اكثر واكثر ,لكن إن اهملتها فأنت لا تستحقين إمتلاكها ستنزوي عنك و حينها انت الخاسرة الوحيدة.

بهذه الطريقه إستطاعت ان تجذب إنتباهي انا الطفلة ذات العشر سنين , بل تركتنى صامتة اتدرب علي نفس النهج حتي استحق تلك الحاسة السادسة المكتسبة بالتعلم, والتي هي من حقي ان آجلا او عاجلا لكوني إمرأة, لكنى رغم ذلك سأتدرب وأتدرب حتى أستحقها  بجدارة ....

تابعت النمو دون قصد و صارت معطيات العالم من حولى أكثر إرهاقا, وأنا على نفس نهج أمى فى توقع كل السيناريوهات السيئة التى قد يفاجئنى بها الكوكب فى كل خطوة قد أخطوها نحو يوم جديد فيبدأ عقلي في تهدأتى و توقع حل أو مخرج لتلك الأزمة التى توقعتها من الأساس وصار اليوم أثقل من ان يحتمل!.

تفاجأت أمى من رفضى الزواج و خوفي من إنجاب أطفال ولم تتوقع ردي حين أخبرتها أننا ضحيه لنظام ماسونى لم يكفيه ثوره يناير لنتخلص منه بينما دربنا لثلاثين عاما ان الجلوس خلف الاسوارهو الأمان الكامل !.

منذ يومين قرأت أن العالم ينهار وأن كائنات فضائية تعرض أن تحتل الكوكب ,لم قد أهتم فقد إنهار عالمي منذ ان أذيع برنامج خلف الأسوار ومنذ ذلك اليوم تركونى هناك خلف تلك الأسوار الرثة اعانى فوضى الإحتمالات وحدى!!!


لنك المقاله فى جريدة الوطن :)
http://www.elwatannews.com/news/details/385585



الاثنين، 19 أغسطس 2013

انتبه من فضلك المجارى هتطفح !

فضفضه شخصيه باحته اشبه ما تكون بمصالحه على العدم بس بصوت عالى !
او نقول محاوله لدفع العفاريت النفسيه :)

بعد كل فتره ضغط نفسى بقصد او من غير قصد منك لحالك بهواجسك بسلطاتك ببابا غنوجك او من معاملتك مع الناس ,لحظه إنهيارك هى اللحظه الوحيده اللى بتعرف فيها مدى قدرتك على التحمل لان انت الوحيد اللى عارف امتى بدات عمليه ضغط السوسته وانت الوحيد اللى عارف ان دى إنطلاقه خلاصك من الضغوط  وخلاص الضغط كمان منك لفضاء اوسع هيركن فيه على كتف حد تانى (للأسف)!
السخيف ان عمرى ما عرفت( الحصاله) بتاعتى سعتها قد ايه, بس اعتقادى الاكبر إنها مطاطيه لانها احيانا بتطول المده لدرجه انا فيها بنبهر من نفسى واحيانا بتبقى قصيره جدا لحد التفاهه, عاده بسميها مده تحضير الوحش !

وحاليا هنجرى التجارب على كائن إنسانى زيي و زيك الا وهو انا (اللى نعرفه احسن من اللى ما نعرفهوش)!

 بتبقى الكيفيه كالتالى تراكم ثم تراكم ثم تراكم ,ثم محاوله عمل هدنه مع النفس,ثم إنفجارات صغيره بتنبه بقرب الإنهيار الأكبر ثم محاولات لعمل هدنه تانى,ثم إنفجار وقتى مروع على التافهه (ايون باجى على التافهه وبتصدر ) وهنا تكمن المشكله لانها صعبه التوقع ومفيش مقدمات مقنعه للاخر يتخذهالى اعذار !فتخسر وبس !
الجدير بالذكر ان لو تخلل كل المرحليات دى سفريه لمده تلت ايام في اى مكان بيبقى كفيل انى الف الدايره من جديد وابدء على نضافه !

محاوله تحليل:-

اعتقد موضوع طول المده مش لأن خلقى مطاطى او زي ما بتقول فيفى عبده في كيد النسا (خللى خلقك استريتش) لكن اعتقد انه بعد مده من التحويش والتراكم بيتعمل -ريفريش- للوندوز وبنشيل الفايلات المؤقته من الميمورى عشان البروسيسور يستعيد نشاطه شويه ,واعتقد بردو ان من الامور القابله للحذف في عمليه الريفريش دي بتبقى الخلافات العابره مع سواقين الميكروباص على التحرشات الطفيفه مع زملاء الكفاح في المواصلات ,على حبه استظرافات في الشغل على كم لا يهمل من خيبات الامل وكسر الخواطر اللحظيه لاى سبب كان مش فكراه فعليا عشان انا مسحته من غير ما اقصد !

لكن انا افتكر صديق ليا قاللى ان بعد كل فتره لازم تنضفى المجارى او تتخلصى من الصندوق الاسود لمشاعرك وتجاربك السابقه وانه يشرفه يكون الزبال بتاعى او عامل المجارى بتاعى !وده كان عرض منه انه يكون بئر اسرارى لكنه حاول يكون مبتكرواشكره على المحاوله!

كان عرض يليق ما انكرش واسلوب طلبه للمنصب مغرى جدا لكن كان ينقصه  السبب الاساسى اللى يخلينى اتكلم! وهو إنى اثق فيه وأئمن وافتح له كل خطوط الوصول لدماغى وانا مأمنه ومسلمه انه بكل الخيوط اللى في ايده دي مش هيستحلى لعب العرايس ويخلينى بشكل او باخر في غفله منى وظن خير فيه مجرد- ماريونيت- !

عشان كده بنتحول مع الوقت زي ما قالها في فيلم -you have got mail- (انتى خوصه في مهب الريح متشبثه في الارض بكل قوتك)!

هى حاجه شبه كده بس بردو تظل مش مرضيه :)

الأربعاء، 24 يوليو 2013

من سحابه لاخرى تليها عمقا


المؤثر الصباحى اغنيه( اللى تعبنا سنين فى هواه)!
بالظبط  الجزئيه لما جورج وسوف بيقول : سيبكم بلاها من قوله اااه سيبوا الكلمه ما تتعبوهاش!


انا اول مره افكر من الناحيه دي, كون الكلام بينهك من تكرارنا ليه !
طيب اعمالا بنظريه الهات والخد فيا ترى يوم القيامه هيقتص منى هو راخر ولا هيبقى ايه الحال !


ساعتها ابتديت افكر هل الكلمات هتتوصف وهى بتقتص مننا في صوره شبيهه لمعانيها ولا هتتجسم في صوره حرفيه لكن كبيره هتنهار فوق دماغنا وخلاص!


يعنى انا مثلا بكثر من قول كلمه(تنين)كنايه عن الكثره بدل ما اقول وحشنى جدااا فبقول وحشنى التنين ,اذا في الحاله دى كلمه تنين يوم القيامه هتقتص منى فى صوره تنين هيطلع عينى وينفخ نار في وشى حتى النهايه!
وبقول كلمه (تسلملى) كتير كنايه عن الاستحسان والإحراج في الرد ,فيا ترى دى هتتوصف فى صوره ايه ؟ايد مثلا كبيره تنهار عليا ضرب لغايه ما تموتنى!

طب ليه تهىء لى و اجزمت انها هتكون غضبانه منى بالشكل ده !
انا معنديش اى دلاله على موقفها ده منى غير كلمات جورج وسوف !
اذا النظريه تحتمل تأويل تانى ومنحنى تانى !
يعنى ليه تقتص منى مش ممكن تحبنى اكتر وتستحسن اللى عملناه واننا اعلينا شأنها وذكرها في الدنيا من تكرارنا ليها !


فمثلا كلمه تنين تتحول لتنين فعلا لكن تنين سعيد زي بتاع الكرتون ونلعب مع بعض في الادغال على انفراد لحين نداء اسمنا والحساب يوم الدين!
وكلمه تسلملى تتحول ايد كبيره بردو مش هبعد كتير عن خيالاتى الاولى لكن ايد تشيلنا وتلف بينا ونتسلى لحين اللحظه الحاسمه !


بتقرر تتخلص من فكره الترهيب اللى اتربينا عليها وتقرر ان التفكير من المنحنى ده مريح اكتر في بدايه يوم زي ما انا دلوقتى !


المؤثر:

ليه لا وليه أه هذا هو السؤال!




قالك مين جاور السعيد يسعد و مين جاور الحداد ينكوى بناره !

بكده انا قلتلك الشىء ونقيضه في نفس الجمله! زي ما بيعمل كل اللى بيفكروا ينصحونا في امور دنيانا عاده واحيانا ديننا كمان, لو كانوا غير مؤهلين للنصيحه, زي اللى يقولك لازم تعفو والعفو عند المقدره من شيم الاسلام بس في نفس الوقت المؤمن القوى خير عند ربه من المؤمن الضعيف !


انا مقتنعه ان منطقة الامر (اى جعله الامر منطقى ليك انت وبس على الاقل) هو الحل الوحيد لبدايه قرار التعايش ويجى بعدها دراسه وتحليل نتايج خطواتك ,اما مدى قدره تحملك لمعطيات اختياراتك فهو ده اساس تحركك في محيط يومك ومش اى كلام تانى بيتناقله الناس ,لان اللى تتحمله انت مش لازم ولا اكيد غيرك يقدر يتحمله !

هم بردو اللى قالوا ان كل واحد فينا هو مركز كونه!

ولان محدش في دول ولا دول هيتحمل عنك نتيجه اختياراتك فكفايه تكون انت وانت بس مقتنع بده ! 

بعد فتره لو فيك صحه والناس دى(هم) يهموك! فممكن تتكبد مجهود اقناعهم بوجهه نظرك ولو كانوا ما يهموكش او الكلام معاهم إعمال حقيقى للمثل اللى بيقول (العايط في الزايط نقصان من العقل) فبكل عقل هتقرر تسكت وتتحمل نتيجه اختياراتك في هدؤ وسكينه ورضا باللى قسمه ربنا عليك نتيجه اختيارك انت !

اذا خلينا ندرس مدى متعتك في الحالتين,لان المتعه هى الاساس في كل اللى بنختاره يوميا ان كانت متعه يوميه دنياويه او متعه مؤجله بموتك ودخول الجنه!



  • لو جاورت السعيد هتسعد فعلا بس لمده مؤقته ,لانه مهما كان معطاء معاك فمش هيغرف ويديك منه ومن طاقته الايجابيه السعيده طول الوقت لانه هيخلص يوما ما وساعتها لا انت ولا غيرك هينفعه يا عينى وهو من غير طاقته,فاعرف ان في مرحله ما من مجاوره السعيد اخرك هتاخد لقب جار السعيد !
لو شايف ان ده مرضى وقف قرايه وقرر تكمل بناء لاحلام مؤجله بمجاوره سعيدك ده !
  •  لو جاورت الحداد اه هتنكوى بناره معظم الوقت وفعليا في كل مره قررت تعدى من قدامه ,لكن تقدر تقوللى طريقه تانيه تختبر بيها مدى قوتك على الاحتمال الا لو قربت من الحداد خطوه وكمان خطوه ويمكن كمان خطوتين!
وانت بتلعب اللعبه دى بتبقى فاهم ان مجاوره السعيد مكاسبها لحظيه لكن اللعبه الابقى والاعمق والاصعب والالعن هى مجاوره الحداد ومصاحبه ناره ,ساعتها بتبقى عارف ان نهايه اللعبه بنهايتك او تحمل تعب النهايه لباقى عمرك ,ساعتها يا هتعرف ترجع لنقطه البدايه يا هتتجمد في مكانك بتعانى من نفس الالم اللى بسببه قررت تنسحب من اللعبه اصلا!

لكن ماذا لو !


ماذا لو وصلت لغاية مصدر النار الاصلى ولقيتك عادى قادر تستحمل اكتر!ساعتها وساعتها بس هتعرف انت مين بجد,ساعتها هتعرف ان وهمك عن مدى قوتك وتحملك مهواش وهم لكنه حقيقه واقعيه جدا !


ساعتها هتعرف انك لازم تفرح كونك قررت قرار الانتحار ده المغلف بسم حبك لنفسك ورغبتك في انك تعرفها اكتر ,يمكن لما تعرفها اكتر تحبها اكتر ووارد تكرهها بردو مش هغشك يعنى! بس على الاقل هتعرف انت فين وليه وامتى !


كل دى حاجات الاحتماليه بتلعب فيها جزء كبير لكن الاكيد ان اللى هتتعلمه وانت بتخطو خطوه خطوه ناحيه نار الحداد انك هتتعلم اللى عمرك ما هتتعلمه ولو قرر الحداد نفسه يحكيلك بإستفاضه!




فى الاخر انت حر !

حر تشوف المعاناه دى تستاهل الاجابات اللى هتحصل عليها او لا !لو اه يبقى اهلا بيك في كوكب الشك في كل يقينى او بيهومونا بكونه يقينى, لان كل حاجه تحوى عكسها جواها وده اساس كل الثوابت عشان تبقى متزنه,

 خلينا نقرب الصوره اكثر ونقول ان الوضع الوحيد اللى بيكون فيه المغناطيس راضى وهادى وهو ملامس قطبه الشمالى بقطب جنوبى في مكان ما !يعنى مقدرش يستكين الا بتعاون شماله مع جنوبه !

لكن لو لا يعنيك فسامحنى وساعتها كفايه تستمتع بمجاوره السعيد وبس وساعتها ممكن اعتذرلك على تضييع وقتك في قرايه كلام لا يعنيك, لكن مهما اعتذرت فمش هقدر اردلك عمرك اللى ضيعته باختيارك لقرايه كلام لا يعنيك ! لكن اللى مطمنى ان كم من وقت بنهدره يوماتى على حاجات لا تعنينا من باب الشياكه العامه واننا نوهم روحنا اننا ناس غيرنا صالحه للتعايش مع الكوكب بهدؤ..........

ليه لا وليه أه هذا هو السؤال مش اكون او لا اكون :)



الثلاثاء، 16 يوليو 2013

حظ عثر



تخبرنى سحر (الموكله بتنظيف الشركه من وقت لاخر) بيقين تام ان لها جد كان يعلم الغيب وانه سرد لها كل حاضرها الحالى بكل تفاصيله بينما كانت تهزأ منه لكونها لم تعلم الغيب بعد وتعلم انه لعلى حق!

تتغاضى عن شكوكى الجليه بتفاصيل ملامحى المستهزئه وتكمل انها بزيارتها العابره له بالقبر حاليا لا زال يخبرها عن يومها سردا مطولا وعن غدها احيانا وانها تسمعه بتأنى وتهذب كونها تعلم الان انه لعلى حق!


تخبرنى انها بحضرته ترى الامور كلها واضحه وخطوط المشاكل بسيطه جاهزه للحل باقل تدخل منها فهى وفقط بجانبه تعلم مجريات الامور ,بينما ما ان تتركه لترحل لمنزلها الا وتتناسى وتنشغل بهموم الدنيا وتنسى تدابيره المقترحه او تدابيرها من وحى اللحظه ! ترجع هذا لغضب من الله عليها فيشغلها بامر الدنيا ويلهيها عن غيبه!

تؤمن بيقين وتردد بين جمله واخرى اننا ادوات بيد الله يقلبنا حيث يشاء فنشاء بالتبعيه برضا عدم القدره للتدخل لتحسين الوضع! كانت تقول جمل على هذا النسق ولكن بتراتيل تختلف وتخصها كذلك!


تخبرنى انها لهبه من الله لعباده المقربين قابله للسحب في حين غضب الرب على العبد وان لها عمه قد ورثت هذا البهاء الغيبى المريب عن جدها وقد ماتت هى الاخرى دون ان تخبرها الكثير! ما اثارت بى تلك الاضافه الا إستنتاجى ان هذا الجد لجدها من والدها !


اصابت صديقتى قشعريره خفيفه رايتها جليه بعينيها بينما تمتمت بشفتاها ايات للحفظ من المس!


اصابنى غثيان من الامر ككل وسألتها بينما اباشر ما اباشره بعملى بعينان لا تقرباها حتى لا اتشتت عن يقينى بتفاهه الحدث وانشغل بتفاصيل ملامحها التى تدعى المصداقيه: (قديما لم تسمعى له لعدم تصديقك له!بينما بركاته لا زالت تغدقك حتى الان وها انتى تعلمى انه لينطق بحق! اخبرينى كيف غير هذا من حياتك للافضل حاليا!)


قالت:لا شيء فانا انسى بمجرد ان اتركه و ما اتذكر الا بعد ان يقع الواقع حينها فقط اتذكر انه اخبرنى بذلك فاترحم عليه!


اصابنى ضيق مبالغ به كون تهيؤاتى بحل كل الاوضاع بمجرد علمى للغيب وترتيبى لمجريات الامور تبعا له اضحت غير مجديه فها هى سحر تعلم! هذا ان استبعدت انها كاذبه واستبعدت بعدها كونها مجرد تهيؤات او عمليه (ديجافو) بسيطه لم تقرا عنها فظلت فكره الغيب مسيطره عليها !


هكذا ضاعت فرصتى لاحقد عليها قليلا !
هكذا تحولت رغبتى بالحقد للاشفاق عليها بعض الشىء فهى تعد هذه من الهبات والرزق المسخر لها من الله كرزق المال والاطفال و و و وها هى بكل بلاهه لا تعلم كيف توظفه !فها هو جزء من رزقها قد راح سدى وهباء !

تفكرت قليلا وايقنت انه لم يفيدها ان تعلم ,وقد هىء الى دوما ان عيبى يتمحور في كونى لا اعلم !
ماذا لو كان وهمها حقيقه!
ماذا لو عرفت مكان قبر جدها هذا ولربما عمتها المتوفاه التى لم تحبها يوما فلم تخبرها ما علمته !ماذا لو احبتنى انا واخبرتنى انا !
ماذا لو غير هذا من واقعى للافضل!
ماذا لو لم يغير شىء بيومى وانقص من توزيعه رزقى وكفى كما حدث مع سحر!


اخبرونى ان لكل منا نصيب من اسمه فقد يكون نصيب سحر (سحرا) يليق باسمها ,بينما اسمى لا يؤهلنى باى حال لشىء من هذا القبيل !
لن اراهن بحظى تلك المره فانا اعلم انه لعثر !

الأربعاء، 26 يونيو 2013

فايق علي!


تستيقظ من غفلتها الطويله المفتعله بسبب ادويه البرد السخيفه بطيئه المفعول على البرد سريعه المفعول على طاقتنا ككل ! تنظر من حولها وتجد ان الوضع على ما هو عليه تماما حيث الصوت الوحيد هو صوت مروحه السقف والبطل الاوحد هو الظلام الدامس والحراره الرطبه المكلله للابعاد ككل,تشعر بمدى بلل رقبتها بمنامتها ويجبرها هذا على التأفف في صمت !

تفكر بجديه هادئه تتناسب مع الاجواء المحيطه, كم الساعه وهل من المبالغ به ان اتصل باحدهم الان فأنس به باى طريقه كانت!
تفكر انه لتتصل باحدهم فهذا يجبرها لاستخدام الهاتف وبمجرد تحريك لوحه المفاتيح سينفجر في الحجره ضوء هاتفها المفتعل يصاحبه اخباريه كم الساعه التى تكلل شاشته! 

وحدتها بهذا الظلام وعدم امكانيه المشاركه يغضبها ولكن بحصر سريع للمكاسب والخساير اللحظيه من تلك الخطوه تجد ان بهذا .......
تكون قد حققت هدفين وهما ان تعرف كم الساعه وان تتصل باحدهم لتشاركه ما هو قابل للمشاركه ,ولكن خسارتها الوحيده والاكبر والتى لا تغتفر هى خسرانها  لحاله الظلام اللا منتهى المحبب للاعصاب تلك!

ترى هل يرضى عنى القدر ويتصل بى احدهم ويتمتم بكلمات هادئه بينما هو في حاله مشابهه لحالتى فلا يورطنى في حديث مرهق متفاوت السرعات بينى وبينه !

وحدتها بهذا الظلام و عدم امكانيه المشاركه يغضبها ولكن بحصر سريع للمكاسب والخساير اللحظيه من تلك الخطوه تجد ان بهذا .......
ترى وان اتصل بهدؤ فستتهلل له شاشه هاتفى ايضا وينتهى الظلام ايضا!اننى ادور في حلقه مفرغه !بينما مدى امكانيه تحقق ان يكون بنفس حالتى ضعيف جدا!

اعتقد ان الحل الوحيد البعيد جدا جدا جدا عن المنال ان يطرق بابى احدهم الان حيث رغبتى بذلك لا زالت قائمه ,فان تاخر قليلا قد افقد رغبتى ككل في كل شىء واعود للنوم ,حينها ساتمتم بهدؤ ان ادخل وحينها لن اغفل روحى المرحابه و ساتكور بركن زوى بالسرير واترك له نصفه يجلس عليه بينما يحاورنى عن شىء هادىء محبب !

لكن فليطرق الباب الان ,الان فقد مللت تحقيق الرغبات بعد ان اضحت غير مرغوبه على الاطلاق !
الان!
فليطرق الباب الان !

الان!

تحدث حالها و تتسائل عن عدد من هم بنفس الحاله وينتظرون ان يطرق بابهم احدهم بعد ان توصلوا لنفس ما توصلت له عن فشل كل سبل المشاركه الاخرى !


الان!
فليطرق الباب الان !

الان!
...............
كونه سيتصل فستتهلل باسمه شاشه هاتفى و هذا.....سيخرجنى عن حاله الظلام اللا منتهى المحبب للاعصاب تلك !
.....
..
هذا في ذاك فقف ايها العقل عند منتهاك(بصوت الشيخ الشعراوى) !!
....
..


تخبو رغبتها شيئا فشىء ويسيطر عليها الظلام من جديد وتذهب في رحله اخرى لمكان لا تعلم مداه لكنه امن فهو من صنعها 
هى
حينها قررت وقبل انا تذهب بغيبوبه اخرى عن مدى امكانيه ان تصيغ لنفسها محاورا لبقا بحلمها هذا تشاركه ما ارادت مشاركته منذ قليل على عتبه حجرتها !

لكن ترى هل لا زالت ترغب فى ذلك !
وان لم تعد ترغب فترى هل خفتت رغبتها قبل ان تقرر صياغه محاورها ام بعد !
هل لا زال قائما قرار النوم غرقا فى الظلام !
هل..............

الأحد، 9 يونيو 2013

هشاشه






مقدمه جامعه مانعه بدون داعى :-
عن تلك الاشياء التى تبقينا بغيه ان تبقى ,تلك التى تحدها انانيه الحياه ذاتها ورغبتها بالبقاء باحسن حال ممكن وذلك بربطنا بجانبها وفقط ,تلك الاشياء الطيبه الحنونه بظاهرها والتى تجبرنا بطيبتها المزيفه تلك على التعاطى مع يومنا بكيفيه ما تحددها هى بشكل يرضيها بغض النظر كونه يرضينا او لا ,يبقى الاهم ان ترضيها هى و هذا الاهم على الاطلاق !

هي تلك الاشياء المتطلبه بمجرد ظهورها ولمجرد ظهورها كذلك, فهى لا تعطى لنا الا مكسب الظهور بهذه اللعبه فهى لا تقوى ولا تملك الا خاصيه التواجد وعليه لا نطلب منها الا التواجد لنأنس او لا نأنس بها ,لكنها دوما ما تبقى الأنس إختيار او بالاصح وهم إختيار دائم لتبقينا ضحايا تلك اللعبه لاطول وقت تحدده هى!

حقا لا افهم مرجعيتها لافعالها الشريره تلك في باطنها وان كان ظاهرها حنون هادىء مزيف!هكذا يضحى التعاطى معها جحيمى باحيانا كثيره فانا لا اقوى على معاشره تلك الاشياء المكلله بعلامات الاستفهام و التعجب !

لم يفهمنى اصدقائى مقتنى القطط بوجهه نظرى لكرهها ,لكونها كائنات ممله تتعامل من منطلق كونها قطه ولا بد للجميع ان يداعبها طوال الوقت وان يلتمس لها اعذار موسم تزاوجها القمىء وصوتها المتداعى للجنون طوال الوقت بل وتوفير الطعام المناسب ايا ما كان غالى الثمن الى كل ما الى ذلك من متطلبات مقرونه بمجرد امتلاكها ! عاده ما رأيت  الكلب  علاقته ابقى من القطط فهو الطف ولا يتعامل من منطلق تلك النظره الدونيه للكون مثل القطط !



هكذا كانت رؤيتى للامور عاده و هذه كانت طريقتى في إستقبال اي معطيات لاى كائن يحتل حيز وجودى ,منذ فتره واتذكر كونها من فترات الإكتئاب غير الجديره بالذكر لكونى لا اريد ان أتذكر مرورى بايام كتلك علنى انساها و تنسانى !حينها اقع في دائره إحتياجى الى كم من القرارات السريعه بمختلف زوايا ظهورى,والطامه كونى مطالبه ان اتحمل نتاج تلك القرارات العبثيه على مدى طويل وطويل جدا وهذا جحيمى لعلمى بتسرعى في إتخاذها!

هذا كقرار إقتناء تلك النبته الجميله التى تسكن حجرتى(جاردنيا),بإحدى الايام و نتيجه لضغوط الشغل و قله ساعات اللقى مع من احبهم من البشر حيث امكانيه تفريغ الشحنات السلبيه يضحى متاح, قررت ان ابتاع نبته ظل لحجرتى الفمبياريه(نسبه الى الفامبيرز فهى لا تزورها الشمس واعتقد كونه عن قصد منها)  فهى تمارس فعل مصاصى الدماء على خير صوره و لكنها تمص ساعات يومى وغدى باريحيه تامه و سلاسه في التعاطى, فكم انقطعت بها عن البشر وغصت الى ركبتاى في شى ما لا اتذكره عاده بعد ذلك,هى حجره الغرق حتى النخاع في اللا شىء (هكذا ساصنفها عندما يحولون منزلى الى متحف اثار او مزار سياحى للا شىء, ساجبرهم على هذا بوصيتى!) فهى منفصله عن بقيه الغرف و هكذا تضحى صومعه جيده لاى شىء و كل شىء!


اعتقدت حينها ان قرار النبته جيد ما دامت نبته ظل فهى غير متطلبه لرعايه شمسيه ما قد لا اقوى على استحضارها وإن حاولت عبثا ,لكن دوما ما تأتى رياحى بما لا تشتهى سفنى! قديما اتذكر كرهى للورد لكونه سريع الذبول يجبرنا على مشاهدته يموت بساديه مبالغه منه ويظل يحمسنا برائحته الأخاذه الملازمه لوريقاته الذابله وكانه يمتحن بنا مدى ساديتنا في إختياره من الاساس ليكلل زوايا تواجدنا !
.
.
.
.
.
ماتت نبتتى لاسباب لا اعلمها حتى الان فقد اعتنيت بها وسمدتها وجنبتها الظلال فوريقاتها تحترق من ضؤ الشمس كما اخبرنى البائع وترك الظنون تتلاعب بى بمدى توافقها مع حجرتى اكثر واكثر ,لازمت حجرتى لاوفر لها اكبر كم من الضؤ الصناعى كما نصحنى البائع هكذا  ففترت علاقتى بذوى بالمنزل وطالت عشرتى بمجلدات مكتبتى ورغم ذلك قررت ان ترحل !

الم تعلم كم غيرت من خططى لاستوعب وجودها بحياتى !
الا تعلم كم هذا محبط للامال ان تتركنى بلا اجابه تروى ظمأ تربه تساؤلاتى الصحراويه! 
الا تعلم كم الامال و الاحلام البصريه التى كللتها بها بمجرد قرارى الإعتناء بها !
الم تعلم ان جحيم الاختيار او اتخاذ القرار لاختار من الاساس قد زاد سعيرا لدى برحيلها الغير مبرر هذا !

لما ندعهم يوهموننا بجدوى الإمتلاك و الصحبه ومن ثم يمرون بحياتنا فقط  لينفذوا خطتهم الاكثر شرا ويتركوننا اكثر هشاشه فقط !