الاثنين، 25 سبتمبر 2017

بضاعه اتلفها الهوي..

الكتابة ما هي إلا فعل تخلص من الألم الساكن هناك داخل خلايانا المتعبة، هو فعل انتحار محبب للقلب ومازوخي بعض الشيء! وكأنك تقرر بابتسامه واسعة أن تشق شرايين يدك طوليا - طوليا وليس عرضيا ليستحيل إنقاذك - وتستمتع بسيلان الدم منها مخلفا جسدك منهكا بعدما أرحته من كل هذا الكم من الألم والحيرة والتشكك والخوف الذي يسكن تلك البلورات الحمراء المتلألئة الصغيرة المجهدة!.

ربما الجزء المازوخى بداخلي هو الذي يهوى التوثيق! أهوى توثيق الأحداث السعيدة عادة لأن ذاكرتي الشريرة دؤوبة ومستفزه في تذكر السئ! 
لذا وجدتني اليوم أخط التالي في مفكرتي..

اليوم أشعر بخفة غير مبررة إلى حد كبير وتقبل سلس من رئتاي لحبات الأكسجين على عكس ما تعودت عليه منها بالأيام السابقة من نفور وتبجح بعدم حاجتها للمزيد بينما تركت عقلي بهوائه القليل هذا يعانى الضيق والغضب!

اخذ عقلي المحلل السخيف يحلل ما طرأ من اختلاف من الأمس لليوم فلم أجد سوى كوني اعترفت لبعض المقربين كوني لست بحالة جيدة على الإطلاق! أعتقد أن هذا رفع عن كاهلي حمل التجمل البغيض كوني بخير، أخبرني أحدهم "إن ابتسامتك خادعه يا عزيزتي تخبر الجميع بمنتهى السلاسة كونك بخير" نعم أعلم وقد قصدت هذا عن عمد إنكارا منى لكوني لست بخير، أو رفضا للتباهي بكوني لست في أحسن حالاتي ولكن الآن بعد أن اعترفت لنفسي وهذا الأهم كوني لست بخير فصار مجهودي في اتجاهه الصحيح بأن أصلح ما أتلفه - الهوى- بروحي.

عقلي المحلل الجميل سيحدد مواطن الألم الآن وسأرجعه لأسبابه الحقيقة وأعالج أصول المشكلة قدر الإمكان بأقل محاولات منى لأن أكون مثاليه وأزيح العلة من الأساس! فبعض العلل ليس لها أساس ولكن هي متسلقة قذرة تكافؤية على غيرها وليس لها جذور تحترم، سأحاول أن أزيح المكياج عن مشاعري المعقدي وأجعلها في صورتها الأبسط والأكثر سلاسة بأقل بهار يلهب قولوني المستغيث!.


أعتقد الآن صارت الخطة واضحة وليست ضبابيه كما كان وما عليك يا عزيزتي إلا أن تخطو أولى خطواتك نحو الخلاص..

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

نوبات غضب

مراقبة الذات انها حقا لشىء ممتع , تنجح هذه اللعبه فى دفع الملل عنى طيله الوقت بينما اتابع تفاعلاتى الانسانيه فاضحك كثيرا على نفسى ويصيبنى الفخر اوقات عده بينما اقرر قرارات جيده تنجو بنا جميعا داخل هذا الجسد من موقف ما ,اتابعنى عاده بإستمتاع حتى بينما اصاب بالضيق لاسباب تافهه, تعد الاسباب تافهه برأيى لانها لا يتوقف عليها دوران الارض بمجراها وهذا مريح لان كل الامور لا يتوقف عليها دوران الارض ! لكن العله تاتى عندما اقوم بتحليل مضاعف واغوص لعمق اكبر بينما احلل الاسباب التى وصلت بي لهذا الضيق من الاساس ! اعتقد العله ان نفسى ليس بالطول الكافى فافقد حبات الاكسجين سريعا على هذا العمق ويصيب عقلى صدمه ما فافقد كل قواى وربما اظل محتجزه هنالك لوقت طويل .

ملحوظه لذاتى(على بالمزيد من تمارين التنفس ربما انجو بالمره القادمه!)...


عندما يصيبنى الحظ وانجو , اكتشف بالنهايه ان الحدث ذاته غير مهم كما هو متوقع , فالارض لا زالت تدور والشمس تحيطنا بدفئها الممل والعصافير تطير وهكذا وهكذا ,العله تكمن دائما فيما اوصلنى للحظه الشعره التى قسمت ظهر البعير!

تجملت الاحداث على مدار حياتى بين التفاهه والحده والعمق والالتواء احيانا كثيره و لكن لا استطيع ان انسى هذا اليوم الذى اصابتنى فيه نوبه غضب عارمه لانى لم استطع ان اختار اغنيه ما تتوافق مع مشاعرى بهذه اللحظه! الموسيقى عاده ما كانت خير انيس وجليس لافكارى !
ارتب اولوياتى على ضؤها واستمتع بالمشاهد من خلالها حتى اننى صرت لا ابذل مجهود لاسال نفسى عن ما اشعر به الان, وصار من الاسهل ان اسال اى اغنيه تودين سماعها الان او ايهم رن باذنك! لاستشف ببساطه كونى امر بكبوه نفسيه او بحاله عشق او بحنين ما الى شىء ما غير مهم بالتبعيه!
بهذا اليوم شعرت وللمره الاولى ان الموسيقى غير قادره وعاجزه عن التعبيرعنى تماما وهذا لشىء حزين جدا ان كنتم تعلمون ما اقصده! كنت جالسه ابذل مجهود خرافى مع نفسى لاتذكر كل ما يمكن تذكره بشخص ما قررت بكامل قوايا العقليه ان اطوى صفحته على بكره ابيها ,جلست اتامل اى اغنيه تتوافق مع هذا الحدث فتفاجات ان عقلى واخى على عروشه تماما !

الحقيقه كونى لا استطيع ان اتذكرك بينما استمع الى ايا من الاغانى ,حرمتنى حتى من هذه اللقطه السينمائيه المكرره السخيفه ! ربما غنوا اغنيات عن الهجر والقرب ,عن الحب والكره,عن الخذلان حتى! عن كل المشاعر تقريبا ولكن لم اقابل حتى يومنا هذا اغنيه تعبر عن الإحتقار الكلى والرغبه الخالصه فى ان تختفى من محيط وجودى الذى يتالف من وجودى انا و السبعين اللائي يشبهوننى,اوتعلم فلتختفى تماما تماما من على وجه البسيطه على سبيل الاحتياط لا اكثر!

عزيزى, يؤسفنى انك بهذه التفاهه والدونيه حتى انك لم يتكبد ايا من كاتبى الاغانى الكثارهؤلاء وقتهم الثمين ليؤرخوا حالتك !
شكرا...