الاثنين، 21 أكتوبر 2019

متعافية من الاكتئاب


تم نشر التدوينه بمجلة نون, بالرابط التالى.

https://nooun.net/%d8%ad%d9%84%d9%82%d8%a9-%d8%af%d8%b9%d9%85/recovering-from-depression/

حين توفت عمتى

منذ اللحظه الاولى لمحاولتى خط تلك الكلمات علمت انها لها مدلول مختلف بذاتى,فلاول مره اخط تاريخا لكتاباتى و اراهن على كونى ساتذكره على مدى عمرى ان طال او قصر ,فاليوم (14-9-2013), بكل يقين اقولها لقد توفت عمتى.

ان سالتنى منذ سويعات قليله لاجبتك بالحمد لله او انه امر الله و لكنى ومهما حاولت ان تتلاعب معى اى العاب ذهنيه لاحق هذه الحقيقه لكنت تهربت منها ببكاء او شرود ذهنى فى محاوله ساذجه منى للتشبث بلقطات جمعتنا اليوم السابق لوفاتها حيث اثنت على عصير الليمون خاصتى وتذكرى التام لنبرة صوتها المستهزىء بمحبه خالصه و هى تخبرنى ان بهذا الكوب المثلج من الليمون لمضيت على تصريح واسع المدى انى صالحه كعروس(لقطه) بس انا (ائشر) كما كانت تقول عاده ,هكذا سأذوب اكثر و اكثر فى مدى سعادتى ان عصير الليمون هذا لكان اخر ما سكن جوفها و اصابها بامتلاء مرضى حتى عندما سالتها والدتى عن تناول بعض الزبادى اجابتها برضا ان العصير قد اصابها بامتلاء وكان شافى بهذه الليله الصيفيه الحاره .

لكن الان و بعد ان حضرت مراسم الدفن ببلدتنا البعيده عن القاهره و بعد مرورنا على قناطر محمد على الخيريره ذهابا و ايابا وصولا الى مدافن العائله حيث يرقد عدد كبير من عائلتى ولكنها اول من تيقنت تفاصيل وفاته ساعه بساعه ,انها عمتى التى تقتن الطابق الاعلى ببنايتنا ,عمتى قويه البنيان ذات الوجه الممتلىء السعيد دائما ,هذا الوجه البشوش الذى عنفتنى مغسله الموتى محاولتى لالقاء اخر النظرات اليه  وبعد ادراكى الان لمدى عمق الحدث  فلعلنى اذهب لاعتذر منها على حنقى عليها واعبر لها عن امتنانى حيث يلتصق بذاكرتى الان وجهها البشوش وليس وجهها الاصفر المشوب ببروده اطرافها اللائى اتطلعت عليها غصبا ولعل الامر سيان بين هذا و ذاك و لكن سيضحى الامر اكثر توحشا فى التعلق بشراشف الذاكره !

باول محاولتى لسرد لك التفاصيل المراكبه بذاكرتى ظننت انى محقه و مدركه لكل تلك التفاصيل عن يقين تام و لكن الان حيث اقف فى مواجهه جريئه من طرفى لتوثيق هذا الحدث الجلل بحياتى ارانى اشهد على مدى قوه عقلى الباطن فى محو التفاصيل المرهقه و بينما اليوم كله كان يعج بتلك التفاصيل فها هو انا انسى تفاصيل كثيره او بالاصح تتلاحق على مخيلتى بصوره تدفعنى لتسارع رفات عينى من مدى اصطدامها بقرنيتى !

ما قبل المفاجأه:-
كانت بالامس تعانى من مرض زهيد بالشعيرات الدمويه حيث تلاحقنا بيوم الجمعه شحيح الاطباء نفتش عن من ينجدها من المها العضال حيث تورمت قدماها و وجهها بشكل ينبىء بشىء يثير الريبه عن حق ,رفضت ان اصعد لزيارتها رغبه فى عدم تذكر هيئتها المريضه وقررت ان ازورها بعد زياره الطبيب بلحظات حيث يستكين قلبها لمدى تفاهه المرض الذى انكببت على سجاده صلاتى ادعو بان لا يكون عضال وتمنيت ان يستحيب لى الله لصدق دعواى و ليس لقوه ايمانى .
لم اصبر حتى يظهر العلاج المكتوب تاثير ملحوظ  وصعدت لزيارتها لاراها ترحب بوجه بشوش يملئه الارهاق بينما جلست بجانبها اداعب خصلاتها واخبرها كم هى جميله و ستكون اجمل عندما يشفيها الله من هذا المرض الخفيف ,فهذا ما اكده الطبيب انه لامر يعرف بالحمره لا اعرف عنه الكثير ولكنه امر خفيف شفى منه الكثيرون ما عليها سوى المواظبه على العلاج وهذا ما سنحرص عليه نحن وذويها بالبيت ,لكنها كانت تؤكد انها تموت و تشعر بثقل كبير يجثو على قلبها التعب بدوره نظرا لسمنتها المفرطه التى ولدت وقد وجدتها على هذه الحاله و لم اعلم يوما متى ابتدا هذا او متى قررت ان لا ينتهى امر هذه السمنه المفرطه التى اثرت على قلبها و عظامها فكل ما يسكن حواشيها كان مرهقا وهكذا نحن اجزائها العالقه بحطام الدنيا كنا مرهقين كذلك لنفس الاسباب تقريبا .

المفاجأه:-
كان اليوم هو السبت اول ايام العمل بعد اجازه مسببه يوم الخميس لمرضى و اجازه عامه يوم الجمعه حيث يوم طويل بانتظارى بالعمل حيث مشروعى الذى تعبت عليه طويلا باولى ايام تنفيذه بالموقع وهكذا تفاصيل كثيره لا زالت بانتظارى هنالك ,اصابنى ارق غير مسبب وصرت اتقلب بالسرير محاوله استجداء كل التفاصيل المعينه على تخطى هذا اليوم المرهق بالموقع و بينما انظم اوراقى داخل ادراج عقلى حتى اعدو مرتبه بهذا اليوم ,اذا بدقات خافته تدق على باب منزلنا ,اصابنى اليقين تماما من السبب ورائها و لكن اردت ان اتحلى باخلاق النائم و اترك لغيرى مواجهه هذا و تمنيت بصلوات خافته ان يكون السبب هو طلبهم لعون امى لتغيير جلستها او شىء من هذا القبيل ,انتفضت عن سريرى و لكن ازاح عنى باب حجرتى متابعه خيالات الماره بالصاله و هكذا حمانى و اخر عنى مواجه الامر كراشده اعلم ما يتم عمله بتلك اللحظات,فالحقيقه انا لا اعلم يقينا اى شىء عن اى شىء كلها انصاف اشياء اعلمها بيقين ذابل !

تلمست من الربكه الخارجيه ان ما ظننته لحق وان على ان افتح بابى واواجه الامر برمته ,فتحت الباب بضعف فوجدت ابى يرتدى ملابسه وامى تجول هنا و هنالك لتبحث عن غطاء لراسها بينما لا زلت ببيجامه النوم سالتها (عمتو ماتت!) فاجابت (انا لله و انا اليه راجعون) اتذكر انى جذذت على شفتاى و لم اتكلم بعد ان طلبت منى ان ابقى هنا ولا اصعد لاراها لان الامر صعب على لاستعبه ,سمعت كلماتها و ظللت جالسه بحجره والدى دون ادنى تركيز باى شىء فقط بعض اللقطات الغائمه الملامح تجول بخاطرى ولا انوى فعل اى شىء بيقين تام ,هممت لارتدى ملابسى عند قرب موعد الذهاب للعمل و ان اهرب من الامر باكمله و اذهب للعمل متحججه بحجتى الجاهزه عن مدى احتياجهم الى بالموقع حيث المشروع الذى تعبت عليه يتحول الى واقع ملموس واشعر بزهو انتصار احتاجه عن جد فى ظل تلك الظروف وما يسبقها من ظروف جعلتنى احتجب عن الحياه العامه ببعض اللباقه المغلفه بابتسامه هادئه راضيه بعض الشىء,جال بخاطرى مزيد و مزيد عن سيناريوهات تجمعها بملائكتها كما سمعت فى ماضى البعيد حينما كنت استمع للشيوخ المحفزين على الموت عنهم على الحياه ,تذكرت تفاصيل تعنينى حينها حيث كان ملبسى مختلف و افكارى مختلفه و وجهتى بهذه الحياه بكاملها مختلفه تمام الاختلاف ,رايت بذكرياتى تلك اهانه لذكراها فهى من تستحق ان تتوغل باعماقى الان و ليس لانانيتى حيز  ,نفضت عنى هلاوسى بينما اغمضت عيناى بعنف لاجتذب اى ذكرى تخصها من ذاكرتى الرثه ولكن دون جدوى.

اهتدت يداى لصناعه كوبا ساخنا من النسكافيه تمنيت ان يكون بالقدره ان يبعد عنى هذا الصداع الرابض براسى كوحش يلتهم كل ما هو قادر على التهامه بهدؤ مرير,حينها ظننت بيقين ما ان عله ذاكرتى ما هى الا استجابه لعواء هذا الوحش الشنيع ,حينها و حينها فقط اشفقت على حالى وهممت على استدعاء دعوات المقربين الى قلبى عبر رسائل هاتفيه ليليه مؤذيه لقلوب محبى و لكنى وعن صدق كنت فى امس الحاجه لهذا الحضن الدافى الذى سيحيطنى بدعوه صادقه من قلوبهم ,هكذا قددت اسرتهم ببعض من حرقه قلبى عن شفقه منى على حالى و ليس اذيه ليهم من قريب او بعيد .

نصف ادراك:-
عزمت على ارتداء ملابس سوداء وكان هذا لقرار مرير حيث رحت اغوص باكوام ملابسى فانا لطالما ابتعدت عن تفاصيل سوداء لامتلكها ,لكن والحمد لله اهتديت لبعض الملاس المريحه للحركه و الذهاب و الاياب وحينها فقط قررت ان لا انفذ قرار هروبى الى العمل حيث اخلف كل هذا برضا عام من كل ذويى حيث انا الضحيه بكامل هيئتى ,ضحيه ظروف العمل وليس بيدى حيله ,حينها فقط قررت ان اتصل بصاحب العمل وان اشرح له الامر قدر الامكان دون ادنى استجداء لتفهمه فقد كنت فى حاله لا تؤازرنى على النطق باى كلمات بحقيقه الامر .

ادراك الا ربع :-
ستعلمون فيما بعد ان هذه الحاله( اى حاله الادراك الا ربع )قد طالت الى ساعات طويله لم اعلم مداها الا بعد ان مررت بها .
صعدت الى حيث ترقد عمتى على ارض حجرتها حيث تركتها بالليله الماضيه ,فقد كانت تتلمس نسائم الهواء الهاربه من شباك الحجره اليها بينما تجثو على الارض ,غطوا ملامحها بملائه كانت تغطى بها قدميها بالامس ايضا ,
صدق من قال اننا لا ندرك حجم الفادحه الا ان وقفنا على راس امواتنا هكذا جلست عند راسها تماما حيث كانت تتدلى عصبه من شعرها فاحم السواد ,حينها ولاول مره منذ سمعت الخبر اذهب فى حاله هستيريه من كتم البكاء بدون جدوى ,صرت ابكى بحراره ومحاولات مريره لكتم انفاسى حتى لا يعلو صوتى واكدر صفو ملائكتها الراضين المرددين لايات القران اللاتى  تحف المكان حيث تركت والدتى قناه تبث القران الكريم تواصل اذاعه كلماته .

حينها امسكت بهاتفى لاتصل بصاحب العمل و ابلغ عن صعوبه حضورى واسردت السبب فى محاوله لاستجداء الهدؤ باحبالى الصوتيه ,بعيدا عن رده فعله فايا ما كانت رائعه او مبجله من وجهه نظره فلن تكون مناسبة فى هذه الحاله السيئه من الاشفاق على عمتى المقربه ...........
بعد هذا وبصدق لا اتذكر سوى لفتات ساسردها بترتيب منطقى  قدر الامكان ,

- المغسله لا تقبل الحضور الا بعد رؤيه تصريح الدفن فحال البلد سىء و لربما ماتت ميته ما !
-جلوس امى بقربها تخيط الكفن بينما تقول بهدؤ(دموعى نشفت من بعد خالتك!) ,تقصد خالتى عطا ودره قلوبنا جميعا التى اختارها الله قبل ثوره يناير وكل هذا الضجيج ولعل هذه كانت رحمتها الكبرى.
- حضور اخوتها من البلد ودوامات من النحيب والبكاء ومحاولات لاحتضانهم ما هدئت من روعهم ولكن تركت بملابسى بعض من رحيقهم الذى امتزج برحيق عمتى المتوفاه!

- نجاح عمى و والدى باحضار تصريح الدفن و تهلل للاسارير لوجوب حضور المغسله اخيرا وشعورى بحنق مبالغ لكوننا بهذا الافك نفرح لوصول مغسله تشيح بعمتى عنا الى الابد .
- حضور المغسله المنتقبه و طلبها مساعده الرجال لرفع عمتى على المغسله الضعيفه التى لا تقوى على حمل وزنها الثقيل ,شعورى باشفاق بالغ بروحها التى تتحسس اشفاقنا عليها الان !
- قرارى للمشاركه من بعيد و زغرات المغسله الى من حين لاخر ان ابتعد و اشيح بنظرى عن تفاصيل عمتى حتى لا اجرح حرمه جثمانها .
-رحلاتى  ذهابا و ايابا لملىء المياه الفاتره حيث تفهمت معنى فاتره خطىء فصرخوا من جنب الجثمان انها ساخنه اتريدين ان تعذبيها ,انهيارى بالبكاء بينما اعطيهم ظهرى واعزم على التماسك و الفهم الصحيح تلك المره وان احضرها بارده تماما الا من بعض السخونه التى لن تصيبها بمزيد من تجمد الاطراف فقط .
-اعتذارى لعمتى (ساميه) عن عدم فهمى بمدى بروده الماء لكون هذه اول مره لى بهذه التفاصيل بينما تكلل عيناى صلوات فاضحه اتمنى بها ان تكون الاخيره , بينما ربضت على ظهرى بحركه اليه تتناسب مع مدى حزنها الذى اعلم مداه.
-طلب المغسله منى ان احضر و امسكها باخر لحظات لف الكفن بينما انزويت من بعد هذا امزق الكفن الرابع بعد ان اثارت جعل كفن عمتى من طبقات ثلاث (وترا) بينما اصنع انا اربطه من الكفن الثالث لربط الجثمان حيث كانت حينها تبدر عليه رائحه مسك ربما او ما الى ذلك و اتذكر ان قليل منها اصاب ملابسى .

-بكاء عمتى( رتيبه ) الممزق للحواشى فعمتى (سميره) هى من ربتها صغيره .
-غضب المغسله وصراخها بوجه عمتى رتيبه كونها امراه غير امينه ,وهذا لمرور ابن المتوفاه من و الى غرفته مرورا بحجره المتوفاه ظننا منها انه كشف عن وجهها هى المنتقبه ,اصابة عمتى رتيبه بموجه من الغضب هدء روعها سريعا من هول الحدث الاساسى.

-طلب المغسله من كل من شارك ان يذهب ليستحمى قبل ان يذهب وهكذا صحبت امى لمنزلنا الكامن اسفل منزل عمتى ,ما ان حضرت الملابس لوالدتى حتى سمعت خبطه قويه فهرعت على سلم المنزل ,وما ظننته كان قد حدث فقد انهارت المغسله بجثمان عمتى الثقيل مما دعانا للتسريع بنداء رجال العائله اللائى سيتشبثون بالكابرته المحيطه بجسدها فيحرم ان يلمسها الا ذويها و يصعب على ذويها وفقط حمل جثمانها الثقيل .
_وقوفى مكتوفه الايدى لا اقوى على شىء بينما يحاول رجال العائله رفعها عن درجات سلم منزلنا بينما يصحبوها الى خشبه الدفن ثم عربه الدفن ثم الى طريقها الى مثواها الاخير بقبور عائلتنا .

-ادراكى الاخير كم كان جدى مهندس فاشل ليصمم منزل قديم هكذا بسلمات ضيقه كهذه وما الى ذلك مما يعذب عمتى الان,الله يرحمه هو الاخر

-والدى يصرخ بى لاحضار والدتى حيث سنركب معه العربه حتى لا يتركنا بعربه الجنازه,بينما اعود الى بيتنا بيت جدى فادرك ان كهارب ما معلقه بالشارع ,سيقام بشارعنا فرح  بهذه الامسيه ,ادراكى ان بامسيه عمتى ستفرح فتاه ما بوليفها.

-سماعى لاحدى المارين يبارك لعمى بينما يظننا مجتمعين بسبب الكهارب و انه لفرح ما بينما يفجعه انها لحاله وفاه مفاجاه و اننا لراحلون الى البلد حيث مراسم الدفن .شعورى بمزيد و مزيد من الاشفاق على كل من سيحضر الحدث .

_طريق طويـــــــــــــــــــــــل الى بلدتنا حيث وصلنا بها للبلدة مع قول الامام (الله اكبر) كما تمنى عمى تماما ان يصلوا عليها الجنازه بعد صلاه الظهر مباشره .

-صلاه الظهر بالجامع تبعناها بصلاه الجنازه ثم طريق طويل يكلله النحيب الى (الدوار) حيث تنتظرنا والدتها (جدتى) الطيبه الحنون ولا زالت صلواتى الصامته تغير مسراها من هنا لهناك وقد هدئت الان فى طلب الرحمه لجدتى و ان يعينها على الصبر لاستقبال خبر وفاه ابنتها بخير شكل ممكن .

_رؤيتى الاولى لجدتى حيث اعتدت ان اقبل كفها الابيض الغض و وجهها الابيض الجميل الذى طالما اشاع بقلبى اطمئنان دفين , صراخها بوجهى بوداعه فائقه بينما وجهى يغرق من خطان الدمع اللائى لا ينقطعان وطبطبتها على وجهى بينما قالت (ادعيلك ولا ادعيلها يا بنتى,لو تعرفى معزتك عندى,بس دى الغاليه !) ,و من ثم اضطرابى الجلى بكل زاويه بجسدى بينما قبلتها ثانيا و ربما ثالثا و ارتميت بحضنها بهدؤ احاول طمئنتها ببعض منى .

- كثير من النحيب ومزيد ومزيد منه !

-محادثات جانبيه لسيدات العائله هنا و هنالك تصيبنى بحنق و رغبه عارمه لان اصيح بهم ان يسكتوا وان يكفوا عن تحسس التفاصيل التى تظهرها عاجزه فانا اؤمن انها ماتت قويه و ابت ان تتعذب طويلا بالدنيا و ان تعذبنا معها.
 
-مرور وقت طويل لا اعلم مداه ثم رحله الرجوع المرهقه الى القاهره حيث الطريق سىء ايما سؤ بينما الصداع يفعل افاعيله براسى انا و امى الجالسه بجانبى
- تشبثى بيدى امى بينما ارتل صلوات اخرى اطلب فيها من الله ان لا يحضرنى يوما مشابها لها و ان يجعل مسوانا بيوم واحد او يعجل بى عنها فانا لا اقوى ان افارقها عن حق والله اعلم بما اتدعى ان كان اتدعائا.
-كلمه امى التى اثارت بها حفيظه سكوتى حينما اثنت على شجاعتى فى تلقى الحدث و تفاعلى مع حدث الغسل وما الى ذلك بينما اسردت (اديكى اتمرنتى) حينها بدون قصد وجدتنى اصرخ بها بعيون يملؤها الدموع (ممكن تسكتى و ما تقوليش كده) اعلم ان هذا يعد ضعف ايمان ولكن انت من علقت قلبى بها يا رب بهذا الرباط الوثيق الذى اتمنى ان لا ينقطع فلتعيننى على قربها ولا تكتب على بعدها يا رب العالمين .

- وصولنا للمنزل وبدء مراسم الفرح الرابض تحت منزلنا .

لحظه الادراك:-
وكأن كل ما كان لمجرد حلم اتمنى ان انام لاصحو منه يقينا ,لا اعلم كيف اهتديت الى الحمام لاتحمم واتوضىء لاصلى كل ما فاتنى من عصر و مغرب, ثم ضياعى بدوامه كبرى من نوم عميق صحوت منه دون سبب مقنع لانظر بساعه الموبايل فاجد انه لم يمر على نومى سوى نصف ساعه حسبتها دهر وخلفت بجمجمتى الام مبرحه من احتقان جيوبى الانفيه لكثره البكاء وضعف مهلك بزراعاى وقدماى وركبتاى ,لعله جسدى ايضا ادرك الفاجعه متاخرا مثلى .
لا اعلم اى شىء سوى بنصف يقين  يحتمل كم لا يهمل من التأويل كما قلت سابقا ,لكن ما انا يقينه منه الان ان عمتى قد ماتت وان تعلقى بمن احب صار مرضيا،فساخبرهم غدا و لربما بعد غد ان يتجهزوا لنوبات مفاجأه من المطالبه بالحنان بحضن مفاجىء و لربما قبله ترسو فوق جبينهم !