الاثنين، 6 نوفمبر 2017

الحزن صنعه..


الدنيا ليست حانيه بقدر كافى لتتركنا نحزن فى صمت وعلى مهل,لتتركنا نخرج سم الواقع من عروقنا حتى النهايه لنتعافى ونقف من جديد اصحاء تماما !الواقع ان الدنيا إن اجلا او عاجلا ستفقدك هذه الفكره السرياليه عن الكمال,فهى دوما ما تجذبنا من احزاننا الى واقعنا اليومى فى حركه مصارعه حره مباغته لتترك اجسادنا مستسمه وملقاه على الارض مشغولين بمستجداتها اليوميه السريعه وبكل ما هو ليس ذات اهميه مقارنه بحزننا !

تتركنا مشتتين بين شعورالمطالبه التى تغدق به علينا يوميا, فهى تريد منا اكثر واكثر فى محاوله منا فقط لمسايره والواقع اليومى السريع جدا وبين شعور كبير بالخزى كوننا تخطينا احزاننا سريعا هكذا وسمحنا لانفسنا ان نساير الواقع اليوميى بسرعته!

لا اعلم من الملام هنا حقا, هل هو نحن لإتخاذنا قرار التعايش ومسايره الحياه! ام الدنيا لكونها غير حانيه لتستوعب حزننا او تستوعبنا ونحن حزانى !

لم اعرف حتى الان وبعد كل هذه السنوات على تلك البسيطه الغير بسيطه إجابه وافيه ولكن ما العله فى ذلك ! ففى مخى هذا ترتاع ملايين الاسئله الغير مجابه ,هل حقا هذه هى الطريقه الافضل والاوقع لنشعر بالسكينه! هل بتفاعلنا مع العالم والانخراط بتفاصيله الكثيره والمرهقه !ام بأن نعطى للحزن جلاله ووقته ونتخطاه على مهل ليكون تخطى عقلانى ومنطقى فلا تصيبنا غفلة ثورات الحنين والحزن ولوم الذات كوننا لم نحزن لوقت كافى بالسابق بينما كان الحزن متاح وحق لنا!

مع العلم انه إن فات موعد الحزن فلن تجد تبريرا منطقيا تخبر به الناس لسبب حزنك الحالى !فى حين إن تعافيت سريعا من احزانك قد يتهمونك بكونك لا تمتلك قلب يحزن من الاساس وربما سينتشلوا منك حقك فى ان تضعف وتنهار وتبكى بلا مبرر لاسباب تافهه ربما فى وقت لاحق !

ولكن ان كنت غير مبالى برأى الاخر مثلى فلنتجاوز هذا العامل(راى الاخرين بك) بمعادله الحياه و لنتخطاه لنقطه اهم واوقع وهي سعادتك انت ورحلتك انت لايجاد صيغه مناسبه للتفاعل مع مستجداتك انت اليوميه.


اشعر ان العله فى كوننا لا نحزن لوقت كافى وهذا كل شىء !او ربما هناك عدم إجماع او تحديد قوى لا يحمل اى تشكيك لماهيه الوقت الكافى للحزن , فليس مسطورا فى كتاب ما معادله واضحه تحدد عدد الساعات التى يجب ان تحزنها لكل موقف على حدى,بينما قدراتنا البشريه متفاوته فعليه تتفاوت تجاربنا فليس هناك مجال للقياس كذلك!ليس هناك من مفر لتجد نفسك امام هاجس كونك ربما تغالى فى حزنك او كونك اقتصدت به حد تعنيف الذات !

انا لم ابالغ فى الحزن يوما وكان هذا قرارى دوما عن عمد ولإعتبارات كثيره اهمها ان لا اخيب ظن المحيطين بي وعلم مسبق هكذا ان من تباعيات قرارى هذا يتوجب التصالح مع نوبات الاكتئاب المفاجئه وربما ال -موود سوينج- اللطيف ,لكن كان هذا دوما الحل الامثل لان دوما ما توجب على فعل اشياء بعينها اهم من كونى احزن وأنهار,لذا وجدتنى اقرر لمرات عده ان اؤجل الحزن قليلا بينما يكون الوقت مواتى لاحزن متمنيه ان يصيبنى الحظ يوما و ربما انسى حقا ان احزن واجدنى لست بحاجه لذلك واذا بي قد تخطيت هذا وذاك كله على بكره ابيه !

 تمنيت هذا دوما و لكنه لم يحدث ابدا مع الاسف, فانا لست محظوظه وهذه حقيقه كونيه ولكن ربما هذا غير متاح اصلا بكتيب الحياه,الحقيقه الوحيده كوننا نقرر ونتحمل نتيجه قراراتنا بينما الحياه تستمتع بمشاهدتنا نتعايش مع مستجداتها بطرقنا العقليه اللوزعيه المختلفه التى نغالى فى ذكائها طامحين ان يكون اصطدامنا بالواقع اكثر هواده واكثر وربما يحن العالم ويصير اكثر واكثر!
اوتعلم يا صديقى نحن فقط نحلم بواقع ترامبولينى حنون(نسبه الى الترامبولين لعبه الاطفال للنط)  ....