السبت، 22 سبتمبر 2018

أصحاب ولا بيزنس



نتذكر هذا الفيلم جيدا بايام مراهقتنا بينما كان مصطفي قمر وهاني سلامة يتسائلوا علي ضوء علاقتهم ببعض منذ الصغر والتى تطورت الى علاقه عمل, ان كان ما يربطهم هو الحب والصداقه القديمه التى لطالما ربطتهم ام مجرد مصالح مشتركة ومشاحنات على ضؤ حياتهم العمليه ومحاولات تفوق احدهم على الاخر بحكم كونهم بنفس المجال .

مما لا شك فيه اننا نحتاج الي صداقات حقيقيه بهذه الحياه المقيته او بالأصح دوائر أمنه حانيه للحكي وطلب النصيحة وقت الحاجة,دوائر لا نشعر داخلها بالحرج لنظهر متخبطين وفاقدين للارض الثابته التى لطالمها نتحرك على اساسها , على ضؤ هذا اليك صديقى وصديقتى بعض العلامات التي قد تدلل لك ان كنتم اصدقاء ام بيزنس يا -عزيزي أيبك- ...

1-     ان كنت متلقى ومستمع بهذا الوضع الإنسانى و تفاجأت بنفسك تدور بدوائر مغلقه من الشكوي المكرره وكأن الشاكي يستلذ بإثقال كاهلك بمشاكله ويكررها و يعيدها ويزيدها بدون رغبه حقيقيه بالخلاص ...(بيزنس)

نصيحه مقتضبه: اجرى يا مجديـــــــي..

نصيحه مفصله: هذا الشخص بنسبه 70% يريد ان يستحلب طاقتك من اجل اللا شىء فهو يستمتع بإثقال كاهلك بمشاكله ويوهمك بكل مره كونه يحتاجك جانبه لتتلوى ذهنيا وتجهد عقلك وتبذل مجهودا كبيرا لانقاذه فما يكون منه الا اصابتك باليأس بعد كل هذا المجهود بينما يقرر ان لا يفعل اى شىء مما نصحته به ,فإن قررت ان تستمر فى سماعه يا صديقى فلا تلقى بالا لإجهاد عقلك لايجاد حلول لوضعه ولتتصالح بكونه ربما يريد فقط ان يتحدث دون رغبه بإيجاد حلول فليس جميعنا بشجاعه إتخاذ قرارات ثوريه ما , وربما من الجيد ايضا ان تنصحه بزياره طبيب نفسى فبالتأكيد الطبيب سيكون اذكى فى صياغه الحلول له لعمق معرفته العلميه لا اكثر ولا اقل ,فببعض الحالات قد تفسر محاولاتك المرهقه لروحك هذه وكأنك تضطهده وتثقل كاهله بما لا يستطيع فعله وتشعره بالعجز .

2-     عندما تستمع له ولألامه ويصفك بكونك الصديق المثالى بينما لا تجد الترحيب متساوى عندما تقرر ان تحدثه بمشاكلك وتجده يقاطعك او يقلل من اهميه مشاكلك ...(بيزنس)
نصيحه مقتضبه:المثل الشعبى يقول -من حبنا حبناه وصار متاعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه- ..
نصيحه مفصله: العلاقات من هذا النوع لا بد ان تكون متوازنه بإتجاهين فإن اكتشفت بكونك متورط بدور المتلقى فقط ولا تتبادل بالمثل عندما تحتاج لذلك فبالتأكيد هذه علاقه مسممه فما عليك الا ان تكون بالوعى الكافى لتضعها تحت هذا العنوان ولا تنتظر منها اكثر حتى لا يصيبك الاحباط باختيار دائره أمان مسممه .

3-     لديك شخص يستمع لك حتى تنهى جملك ويكتفى بإمساك يديك دون إبداء اى تعبيرات جسديه توحى بالتأفف لما تقوله ويشجعك لتقول اكثر وتحاول وصف ما تشعر به وان وجدك اهل لايجاد حلول فيحاول طرحها بحنو وفهم كونك متخبط ذهنيا والمشكله من وجهة نظرك لكونك بداخلها اكبر واعظم كوحش يسن أسنانه ويلتهمك على مهل ....(اصحاب). 
نصيحه مقتضبه: امسك فيه بايدك و سنانك يا مجدى..
نصيحه مفصله: هذا هو (الفيرجن) المثالى لصديق الحكى وتصفيه جعبه الأفكار المشوشه التى تسكن عقلك والذى يحتاجه ويحلم به كل شاب وفتاه  ,إن كنت تمتلك من هو بهذه الصفات بحياتك فانت جد محظوظ ولتحمد ربك على هذه النعمه الغاليه ليلا ونهارا  ولتحافظ على هذه الهبه,لكن هنالك نصيحه انسانيه اريد ان اصيغها لك حتى لا تقع دون قصد بدائره استنزاف هذه الهبه دون قصد وتصبح كالدبه التى قتلت صديقها, عليك يا صديقى المحظوظ العلم ان هذا الصديق هو بشر فلا تنتظر منه ان يكون ملائكى الطباع ولتكن حانيا معه إن تفاجأت به غير مرحب لسماعك بمعدل مره بين عشره مرات  كان فيها مثاليا معك ,فلا تجعل وهم المثاليه وكونه لطالما كان وفيا لصداقتك يجعلك تستنزفه وتثقل كاهله بملامته على كونه انسانا يحزن ويريد مساحته ليحزن ,فلديه الحق ليكتئب ويحزن و ينشغل بحياته دون رغبه بمشاركتك بعض الوقت ,لا تخسره يا صديقى بغفوه من مثاليتك المفرطه الغير قابله للتحقيق بارض الواقع .

ختاما , كنت اود حقا ان انهى مقالى على نسق فيلمى المفضل (
500 day of summer) بتترات بدايته عندما اعلن الكاتب على الملأ قائلا (أن اى تشابه بين قصتى هذه وبين حياة اى شخص بعينه فهى مجرد محض صدفه الا انت يا (فلانه الفلانيه)...) موجها بهذا غضبه على من جعلته يصل لتلك الحاله النفسيه التى اهلته ليخرج هذا العمل الفنى بهذه الصوره ,كمشاهده لهذا الفيلم فانا اشكرها لكونها شخصا سيئا لهذا الدرجه واشكره لذكائه فى تطويع ألمه هذا ليخرج بهذه الصوره الجميله . لكن مما لا شك فيه ان الحياه ليست حانيه وعادله بالشكل الكافى لنوصم كل مجرم بفعلته ولكن عليك ان تعرف يا صديقى ان كل نقطه من السابق ذكرهم قد تم تجريبها بالفعل وليسامح الله كل من لم يكونوا على قدر المسئوليه الملقاه على كاهلهم كأصدقاء وكل من اوهمونا بكونهم مثاليين و لم يكونوا حتى يقتربوا من هذا الوصف قيد انمله ,ونهايه اشكر الظروف التى جعلت لحصيله تجاربى الحمقاء هذه فائده لشخص ما بمكان ما يقرأ هذه السطور ربما ....

الأحد، 18 فبراير 2018

لكنى شقيت بحسن ظنى !




يُقال أن الشق الأهم والأكبر في العلاج أن تقتنع بكونك مريض وتحتاج إلى المساعدة من الأساس، وكلما ازداد يقينك بذلك ازدادت قدرتك على التخطي، هذه هي الجملة الأولي التي رنت في أذنيّ بعد استيقاظي من غيبوبة طويلة بفعل أدوية الأنفلونزا التي أنقذتني من ارتفاع بدرجة الحرارة وصداع قاتل أنت به جيوبي الأنفية المتهتكة عافاها الله وعافاني إن أمكن.

تعودت علي مصاحبة هذا الصوت اللئيم الذي اكتسب بحته الخاصة من سنين عمري وتجاربي اليومية، المدعاة للسخرية الآن! أتذكر ألمي الكبير وخوفي المضجع من تداعيات كل خطأ ارتكبه نحو نفسي أو نحو آخرين. يتمتم بأريحية وتبجح داخل أذنيّ بعد كل كلمة أو همسة أو لمسة أتلقاها من الفراغ المحيط وكأنه قرر الرد عني دون إذن مني، لكنه لا يميل الي تخريب حياة أحد، هو فقط ولد بداخلي ليقضي عليَّ أنا فقط!

يبدأ في الرد علي كلماتهم داخل أذني بصوته الآثم اللئيم ليوضح لي النسب المئوية لكون هذا الشخص لا يريد خيرا بي، بل ربما هو الشيطان ذاته، يدلل علي نظريته بأحداث مشابهة أعلم بها مسبقا ويعلم يقينا كوني عليمة بها، تبا له كم هو مقنع !
أستمع له بينما احاول جاهدة الثبات والتوقف عن الشفقة علي حالي لأعود لأتقوقع ذاتيا مرة أخرى، وأعلن من جديد كوني غير قادرة علي مجاراة مستجدات هذا العالم المرهق .

أفعل هذا كل مرة بأمل واحد متجدد كوني إن ابتعدت قليلا.. لوقتٍ كافٍ فقط! وتحققت أحلامي المثالية بأن أكتمل بنفسي وأقتنع بما لديَّ وما استطيع إعطائه لذاتي دون الحاجة لمن يكملني -لأني لا أثق بكونه سيكملني من الأساس- فالاحتمال الأكبر، تبعا للبارانويا ذاتية الصنع خاصتي، أن هذا الآخر إن علم بكوني ناقصة، حالي حال كل البشر، ربما يتذكر مدى جوعه ولا يشفق علي انتقاصي الآدمي هذا، بل وربما يطمع بقضم قطعة أخرى مني فربما يكتمل هو، أما أنا فلمَ يشعر بالذنب تجاهي؟ فقد كنت ناقصة وقد تركني ناقصة كذلك!
نقص اكبر ولكن ما الضير في ذلك علي اي حال -من وجهة نظرة الجميلة الخالية من الانسانية بالتاكيد- وكمحاولة مني للتخلي عن افكاري المثالية عن الكمال صار اكتمالي هو تصالح مع كوني ناقصة في الاساس !


بالبداية تبدو الفكرة حالها حال كل شيء جيده جدا والاسؤ انها قابلة للتنفيذ ومتاحة وعلي مدي البصر ,حتي ابدأ اولي خطواتي فاكتشف كونها مستحيلة ومرهقة ومستفزة جدا جدا حالها حال كل امورنا اليومية وعلاقاتنا الانسانية المرهقة,المملة,المحبطة, التي توهمنا بمثاليتها وكمالها وهذا اقبح ما بها.