الاثنين، 3 أكتوبر 2016

جين الوحده!





نحن نكتب ليحبنا الناس ونضحك لنفس السبب ونحيا لهذا السبب فقط , نسعى بكل الطرق لنصل الى هذه النتيجه الوحيده والاهم ان لا نصير وحدنا ! لا اعلم اين العله الدراميه فى كوننا وحيدين فلقد خلقنا وحيدين,حيث التقى حيوان منوى وحيد ببويضه وحيده حيث جمعهم قانون الصدفه لينتجوا كائن وحيد ,ربما ليس قانون الصدفه ولكن لعلها الترتيبات الكونيه والخطه الكبرى التى تجمع خيوط اقدارنا سويا لكن النتيجه كانت ولا تزال كائن وحيد ! متى تولد بداخلنا هذا الشعور بعدم الكمال الا وان نحب وتغمرنا مشاعر لهذا الاخر الذى يفضل ان يكون يبادلنا إياها! 


ربما هى القصه الأبديه بين سيدنا ادم وحواء حيث وهبت حواء  لادم لشعوره بالوحده ,اى ان الوحده كانت منذ الأزل ! وان كان بالجنه كل ما يطلبه المرء ويشتهيه و مع هذا شعر ادم بالوحده !اذا ما السبب الذى يدفعنى للهاث خلفها بينما عانى بها جدى الاول وحده مزقته حتى وهبه الله حواء !ترى هل ساكون بمثل حظه فيهبنى الله من يدفع عنى وحدتى بجنته! 
لم يذكروا كذلك هل إزداد من بعدها شعور ادم بالوحده ام حمد ربه على هبته وعاش فى سلام وامان! ولكن ان كان قد شعر بالسكينه فكيف وهبنا كل هذه الجينات التى تجذبنا مرغمين الى هذا الشعور القديم بالوحده تلك !


ترى اين تنتهى تلك الوحده ! تتردد بأذنى اغنيه كاميليا جبران حين تقول متسائلة (اين تنتهى الموجه واين يبدأ البحر ! اين ينتهى الجسد واين يبدأ الظل ! اين تنتهى الظلمات واين يبدأ النور!) الاسئله خلقت لتذيل بإجابه مستوفيه ولكن لما كل هذه الاسئله خلقها الله دون إجابه منطقيه!خلقها وحيده! ولما وهبنى الله هذا الكم من الاسئله الوحيده لتسكن عقلى!


نظريات الرياضايات هى اكثر النظريات منطقيه وسلاسه (معطيات&مطلوب ثم نجهد عقولنا ونلتوى على ذاتنا فى البرهان) هكذا و بكل سهوله يمكننا حل كل واى شىء واضفاء الرضا على كل الاوجه المشاركه بالمعادله ! لكن هذا مستحيل بكل هذا الكم من التعقيد التى تتحلى به معطيات الحياه الإنسانيه ! القوانين الواضحه القاطعه الرزينه غير حياتيه و غير قادره على استثاره حفيظة طالب مجتهد يعانى وحدته امام تلك الورقه البيضاء حيث ترك وحيدا محاولا حل تعقيدات إنسانيتنا كواجب بمدرسته فى المجره المجاوره لنا!  

هذه الوحدة او الشبح الذى يضفى على احلى الاوقات طعم صدء يمرر الحلق ويصبغ نظراتنا بالرماديه دون داعى وبلا اى مقدمات, اتذكر جيدا احلى الاوقات التى جمعتنى بجدتى واتذكر جيدا شعورى بالخوف من ان افقدها بكل مره جمعتنا لحظات جميله وضحكات عاليه ,شعورى بالخوف من الوحده بعد فقدانها لم يؤخر موعد فقدانها ولو دقيقه واحده , وها هو انا بعد ان فقدتها اشعر بالحسره على تلك الفرحه الناقصه التى عشتها معها بينما كنت أحمل عبء خوف فقدانها ! لعلنى كنت بسيطه كفايه لأحيا اللحظه بلحظتها ولا اثقل كاهلى بما ليس لي يد به ,لعلنى كنت بتلك الحكمه!

(وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا) نعم نحن سكان تلك البسيطه تركنا هنا لنعانى عبء الوحده والجهل فى مقابله كل ما لم نحط به خبرا !

ليست هناك تعليقات: