الاثنين، 2 يناير 2012

عاهرتي


رنه هاتفها أعلنت بما يشبه دقات الكنيسه المجاوره لمنزلها عن بدء شيء ما , شيء ما كانت قد أسقطته من حسبانها منذ أيام قلائل ,تحت عنوان بفونت كبير يندد بالطفوله و يعلن ( كوني واقعيه ) .

كانت قد خطت تلك الكلمات باللون الاحمر الفاقع , لونها المفضل , علي ورقه بإتساع قرارتها , ألصقتها علي حائط يعلو مكتبها الوردي , حيث تضحي في محيط ناظريها لأطول وقت ممكن , لتنجح مخيلتها في ترتيل تلك الكلمات في أي غفله من مشاعرها, مشاعرها التي لطالما جذبتها للوحل !! 
قد تكون كلمه الوحل مبالغ بها في أرض الواقع العادي, بين السنه ساكني الكوكب التقليديين , لكن مع إمراه مثلها تطمح لكل ما هو كامل و مثالي ,تري التقهقر لخطوتان فقط , وحل وخيم !!

دعنا من هذا  و ذاك و لتردي علي مهاتفك !! 
اسمه جاء فجائي ليزيد من توتري! , لعلها لعبه القدر ليحاكم قوه أعصابي !, لا زالت ضعيفه علي ما يبدو, أو لنقتنع جدلا أن لظهوره حاله خاصه و رده فعل خاصه , رغم قوتها المتوقعه تضعف ها هنا أمامه!!
مهاترات لإنقاذ ما تبقي من النفس !!
................

الو
الو
.
.
.
أشياء كثيره تعدو( الو) أقوي منها تأثيرا علي تغيير مجري الأمور !!
؟
؟
؟
ها هو انا بعد أن تعديت العشرين ربيعا بكثير , أتعلم بالتجربه القاطعه المعني الحقيقي ل ( مكالمه عابره) !!
.
.
.
أغلقت الهاتف بكم من التساؤلات تتسلق  ملامحي .
ما قصده من تلك الحاله التي أوصلني إليها ؟
و ما إستفادتي من تركي له يسوقني إلي تلك الحاله ؟؟
كعادتي أعود باللوم علي نفسي لأنفذ وصيه مدرسي الإبتدائي ( في كل الأمور لا تلومين إلا نفسك !! إن أردتي أن تعلي منك !!)!!
دائما و أبدا ما دارت بمخيلتي تلك الكلمات, و نجحت في تكدير صفو أي لحظه أيا ما كانت , كان دوما ما هنالك ثقل ما يستريح علي عضله قلبي ليرهقها, و يجعلها تدنو إلي حل الإستراحه التامه بدلا من هذا الإرهاق اللا منتهي !!

الموت !!!

أوعلم هذا المدرس حينما قالها لي , بأنها ستكون أولي كلماتي في خطاب أنتحاري المزعوم !!
لا اعلم !!
لعلها كانت طريقته الخفيه لتمجيد زكراه !! 
.
.
.
اكره ان اقتنع بكوني أداه ما بيد احد ما !! يستعملني !!
اكره ...
    اكره ....
        اكره .....
.
.
.

قاطعت والدتي حبل إسترسالي بندائها قائله , فلتأتي لتهني عروستنا !!
انها جارتنا بالسكن , عروسه منذ ثلاثه اشهر , حامل بالشهر الثاني , بعمر ال 15!!
اخر من اثبتت كوني عانس !!
كانت كلماتي ليس لها معني و منتهي السطحيه, بمنظوري !!  ,بينما كانت منتهي الجمال و الكمال بمنظورها !!
كانت ردودها تنحصر في كلمات محدده:
الله يخليكي يا باشمهندسه 
عقبالك يا باشمهندسه
...... يا باشمهندسه
...... يا باشمهندسه
.
.
بلطيم بلد جميله , كيف تجدينها !!
عاديه !!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كل كلماتي و محاولاتي, أوقفتها مدي بلاهه ردات افعالها !!, لا اري في ردودها ما يحفزني للإستمرار لدقيقه أخري !!
إبتسمت , إتسعت إبتسامتي , سعلت قليلا بفعل البرد, و أعتذرت لها لأشرب قليلا من الماء , ذهبت للمطبخ و لم أفكر ان أعود ,قبل ان تغلق امي باب البلكون و تحجب ناظريها عني !!
كنت حبيسه المطبخ لعشره دقائق , بقدمان مرتعشتان , إحتقان مستفز لحنجرتي , إحتقان أكثر إستفزازا بقلبي و عقلي سواء !!!
.
.
.
كنت أنتظر كلماتها بيقين ان بعد صلاه الظهر يؤذن العصر !!!
و قد كان !!

ماما !!

عقبالك , نفسي اشوفك عروسه قبل ما اموت !!
نفسي افرشلك بيتك و انا في صحتي كده !!
انا عارفه العريس الأخراني كان إيه يعيبه؟؟ , لولا نشوفيه دماغك !!
ربنا يهديكي يا بنتي و يهديلك حالك !!
.
.
.
لم تدعي بأن يرزقني الزوج الصالح !!! الله يسامحها !!
.
.
.
صمت
صمت 
و زدت صمتا علي صمتي !!
.
.
.
جائتني رنه هاتفي لمره أخري لتفعل فعلتها الدنيئه نفسها !!
استعرت من الأجواء ذرات من الاكسجين الراضيه, قد ضلت طريقها بتلك الأجواء المشحونه بالغضب , زفرتها في سخط و من ثم أجبته !!

خير!!
مالك!!
ابدا, خير !!
انتي كويسه !!
الحمد لله بخير , خير !!
البرد عامل ايه !!
بخير الحمد لله !! خير !!
انت معندكيش غير خير !!
اصل انا ناويه علي الخير , شوف مين فينا ناوي علي الشر !!
مين يعني !! تقصدي انا !!
اقولك !! اسهل ليا و ليك , عليا و عليك , تحب اقولها انا ولا تقولها انت !!
اقول ايه و تقولي ايه , مالك يا بنتي!!
انت ليه مش مقتنع اني بالذكاء الكافي اللي يخليني افهم ده !!
تفهمي ايه بس !!
لو سمحت ما تكلمنيش تاني !!ممكن !!
بتتكلمي جد !!
قررت ابطل اهزر معاك !!عادي !!
بتتكلمي جد !!
زفره عميقه اعتقد بانها حاشت عني كلماته و هو يقول ,( لو ده قرارك انا هعمل اللي يريحك !!)
بعد ان اغلقت ( ما صدقت طبعا !!)

اعتقد بانه سيتصل بها بمجرد ما يغلق معي السماعه !

لعلها فتاه خمستاشرنيه اخري تثبت له مدي رجولته في رحلته الي بلطيم !

سيكون ذكرها الاول و الاخير,ليس هنالك مقارنه بينه و بين ذكر اخر !
.
.
.
أحدهم قال لي يوما عندما كنت أناقشه في أسبابه لعدم الزواج , وجهه نظره من الزواج عامه !!
اخبرني بانه لا يثق بأي انثي ايا ما كانت , جميعهن لديهن خبرات مسبقه !!
و عندما عرضت عليه بان يتزوج من الريف , كانت اجابته قاطعه !!

بنات البندر عاهرات و بيقولوا , بنات الريف عاهرات في المتداري !!
عزيزتي كلهن عاهرات , الا من رحم ربي !!

و ما ادراك بانك لن تقع في من رحم ربك !!

و هل فعلت ما يستحق بان اجازي بها , ساقع في اكثرهن عهرا !! فانا اكثرهم عهرا كذلك !!
الخبيثون للخبيثات يا صغيرتي!!
سارحمني و ارحمها مني و ابقي وحيدا !!
رحمه لي و لها و للمجتمع من بذره فساد سالقحها بالكون اجمع !!

..............
لا زال صديقي ولا زلت احترمه !! واقعي !!
.............. 

رسائله مسحت أسرع من الضؤ ,صار هاتفي شاغر لرسائل اخري!!
عقلي مستعد لتعقيدات اخري !!
خيالي يتمتع بالبراح لتجربه اخري واخري و اخري !!!
لعلني بذلك اضحي بمدي عهره, و بهذا قد نلتقي علي جانب الاحداث ,و حينها قد نضحي متساويان للمره الاولي !!!



هناك 3 تعليقات:

مدونة عرفة فاروق يقول...

ميحه
:
:
:
:
:
كانت هذه فترة استرجاع الأحداث بعقلى

أعجبنى كثيرا السرد

ذلك الفصل بين الراوية وهى نفسها البطلة والتى تحدثت عن نفسها بضمير الغائب _ أهو الأختباء _ لم تكن قصة اللحظة كانت قصة اللحظات تنوع الأحداث اضفى بعدا دائريا على القصة وهى التى تتناول جانبا واحدا نفسيا
م الذى أقوله !!
دعك من هذا
لقد راقتنى ...... كثيرا ربما

Unknown يقول...

الحقيقة أنى من عشاق القلم الرشيق البعيد عن الصنعة وعن الفذلكة ..علينا أنفكار واحاسيس بأى لغة تسهل صياغته لذا اخلع القبعة احتراما للكاتبة الرشيقة
استمرى وامتعينا برشاقتك وخفتك الجميلة

Mahmood البطراوى يقول...

البوست تحفه بجد :) كل تفصيله فيه وفلسفته مبدعه
انا بمعرفش اعلق على نص عاجبنى بس معرفتشس امشى غير لما اقول مبدعه :)