الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

عاهره اخري!


كان مسرح الاحداث مليء بالممثلين الثانويين , هؤلاء الممثلين اللائي لا يكلفوا المخرج سبوتات اضائه تحيط هالتهم , هم فقط يملئون خلفيه اللوحة التي تجمع البطلان !.

 هو و هي !, كانت ما لبست ان ترجلت من التاكسي الاسود بمحازاه المقهي العامر بالبرجوازيين , مكان لقائهم المعتاد , تكررت علي زيارته مؤخرا و رغم كونها تعدت من العمر و الخبره ما يجعلها فريسه متوقعه للمشاعر , فقد نضجت بالشكل الكافي لواقع تجاربها الحياتية حتي تنحي مشاعرها جانبا و تعمل حبا بالعمل و ليس لشيء اخر !.

هو!,كان علي اتم الاستعداد لاستقبالها ببسمه مليء الفاه و جريده مطويه و علبه سجائر بطعم الشوكولاتة كما تفضلها !, اعتاد عليها من طول مصاحبته لها فصارت عاده تخصه و تجمعهما !,كان يشربها ليستحضر عطر ملامستها !, 
ما اعلن عن ذلك قط !,
 لكنها علمت بذلك بحنكه انثي تتمني ان تسمع ذلك فتسمعه بصوت لا يسمع الا باذنيها هي!.


كونها تمتهن الدعارة او كما يقول البعض( عاهره) ,رغم انها تكره هذا المسمي الدارج,فهي مهنه و ليس إمتهان!, هي تؤمن بان لوظيفتها حيثيات كأي وظيفه اخري و لها صعوبات ليس بمقدور اي من مرتادي الجامعات تحملها ,تحترم قدرها و تحترم اكثر ظروفها و اسبابها اللائي ساقتها لهذا و هذه امور تخصها هي و فقط ,


 كانت تشعر معه بالامان كونه لا يتلاعب معها باي العاب ذهنيه !,فمدي طموحه قد ينحصر في ان تتنازل عن تعريفتها في سوق الغواية !,و هذا ليس بالطامه الكبري بالنسبه لها !!, ماذا عن اموال تاتي لتروح بينما هذا الشعور الدافيء الذي يتملكها و لو من باب الكذب و الإدعاء ,
 تكذب علي حالها لكونها تحتاج هذه الكذبة و ليس لكونه اوهمها بها او لكونها غبيه لتصدقها من حالها !, كل ما بالامر انها صارحت نفسها باحتياجها لمسكن !, و ها هو المسكن كامن امامها في شخصه بلحظاتهما الاسبوعية اللائي يدبرونها بزهق الانفس لعدم توافق مواعيد عملهما !

امان !!! 


حينها يكون منتهي السوء ليس بسيء بالاساس , حينها يضحي الجحيم قابل لان تتعايش به , حينها فقط تعلي عن الوضع و تتعايش معه بحياديه مريحه لاعصابك , حينها فقط تكون انت كما انت !
و في حالتها فقد تصالحت كليا كونها عاهره تتناسي معه كونها عاهره و تتعايش فكره كونها تصلح للاستعمال الادمي الغير حيواني , و لو للحظات يوميه عابره , هذا يكفيها , لان الحقيقة هذا اقصي ما يمكن ان تمتلكه !,
 و ستمتلكه بطيب نوايا و بمخدر مضاعف لتساؤلات عقلها الدءوب!!



 

هناك 3 تعليقات:

مدونة عرفة فاروق يقول...

أكثر ما أعجبنى هنا اعتماد الراوية على الحوار الداخلى فى وصف الاحداث كل ما نراه فى اللوحه ممزوج بنكهة حوار انثوى مجروح البطلة كانت تحتاج لأن تحس كالآخرين وتتعامل بنظره جمالية للأشياء ولذاتها استطاعت كاتبه هذه القصة أن تنقل ذلك .

شخابيط يقول...

طريقة سرد وعرض رائعة وصفتى بكل دقة وبدون مبالغة اخترتى الكلمات الهادئه المعبرة وصفتى الحداث بطريقة هامسه ....رائعة جدا ونتمنى ان نرى المزيد سعدت بتواجدى هنا

momken يقول...


...

اعجبنى تحليلك لما يدور فى خلد ( الغانيه) وكيف تستطيع ان تمنح ضميرها مخدر او مسكن لتمر به من عنق زجاجه يجمعهما معاً

لكنها تعلم فى قراره نفسها ان من يجعل لنفسه (تسعيره - او ثمن ) يجب ان لا يجعل لها كرامه
ولا يجمعان

استمتعت جدا بمدونتك وساعاود قرائه الادراجات القديمه

تحياتى

....