الاثنين، 18 يونيو 2012

السيده فوشيا



علمت  أن إنكشاف الامر لن يأخذ سوي دقيقتين علي اغلب الظن!, و هما اكتر دقيقتان لا تود ان تحياهما !

لذا ارتضت ان تعاني وطئه و هم الكثير من الألعاب الذهنيه التي تمارسها ,حتي تحجب ما هو معتاد و منتظر منه ان يتكشف !, فهي بالبرائه الكافيه لتقتنع ان الخير هو الاساس و الكذب و الإدعاء سرعان ما يزول عنهم الغطاء و يتكشفوا!.

كانت الالعاب الذهنيه ممارسه من قبلها عليها !, فهي الفاعل و المفعول به و هي من إختارت الفعل هكذا !. كانت تمارس فعل تلبس الشخصيات بحرفيه !؛ فتتلبس روح اخيها , والدها , والدتها, اختها ! , لعلها تتوقع ردات افعالهم , تحركاتهم, و مدي عبثيه خطه بحثهم بين اشيائها !.
 فتتوقع !!
 و حينها  تمارس الخطه الاشمل لاخفاء كل التفاصيل , صغيرها قبل كبيرها !, فلحظه النهايه و بدايه الجحيم تاتي مفاجاه دوما !.
 فتبدا لعنه إخفاء التفاصيل !, من اصغرها ؛ككدماته الزرقاء علي رقبتها بفعل شوقه المحموم إليها بلحظه إحتدام شعوريه ما فيما بينهما ,علي إضاءه خافته لغرفه صديقه باخر الممر!, الي تذكره المترو الذي قاضها الي منزله لتتمتع او بالاصح تمتعه بلحظاتهما المسروقه !.
كانت اكيده ان لحظه انفراط العقد لكل تلك المتتابعات و المتتاليات التي تعقدها في حذر حتي لا تنفلت , ستأتي لا محاله و تنفلت الداله علي بكره ابيها !.
.............
كانت تراقب تغيراتها المزاجيه من قمه لقمه ,قمه سالبه لاخري موجبه , فدوما ما تتارجح بين قمه الضياع  و قمه الاتزان , فهي دوما ما تكره الحلول الوسط , لانها دوما ما تجبر عليها ولا تختارها ابدا !.

صارت متجهمه اغلب اليوم ,تطاردها صورهما بأوضاعهما الغريبه , غريبه عليها فهو معتاد علي ذلك باحقيه التكرار !.

صارت  تفرز و تحلل و تتموضع في دور المحلل النفسي الدئوب في نهايه كل لقاء و بدايه اخر فيما بينهما ؛ رأت انه كثيرا ما يكون مفتعل !, تحده انانيه !, او باختصار حيوانيه الفعل هي ما تتوج بدايات و نهايات اوقاتهما سويا ! .

علمت باقل قدر من الذكاء انه ليس للامر نهايه سعيده  كما هو معتاد بافلامنا العربيه القديمه!,و استنتجت بنفس القدر القليل من الذكاء لديها ان إطاله المده او قصرها , لن يضيف سوي تعقيدات ذهنيه ستركد بعقلها مدي الحياه  و تنعكس بسواد علي كل تجاربها القادمه  بكل المجالات و كفي !.
فالتجارب السيئه تنخر في عظام القلب و الوجدان, فينهار البيت ايا ما كانت ادوات بنائه!


......................

في طريقها للعمل باحدي الايام , بعد إستيقاظ مهين لعضلاتها المرهقه ,و تثاقل يومي مريع لنظراتها .
كانت تتمني يوميا ان ينساها منبه الوقت , و يتعطل هاتفها المحمول , فلا يوقظها اي كائن للذهاب للعمل و ملاقاة اي تحديات تذكر , لن يكلفها الامر سوي اعتذار صادق باوتار صوت صادقه لرب عملها , تتمني ان يتقبله بحفاوه !. رغم كونها تعلم يقينا انه و إن حدث , فلن تضحي سعيده كليا !, فسيتسع حينها المجال لهواجسها تنهشها علي مدار اليوم !, و هذا ما لا تريده ايضا !, (صدق من قال ان العمل لانجح  خطه هروب  !).

....................

إستقلت ميكروباصا ينقلها لشريط الترام, كان رصيف الترام ممتليء لكن كلا في ملكوته!, اما هي فكانت تحاول جاهده ان تستجمع خشوع ما  كان يسكنها بالسابق  حتي ترتل اذكار الصباح !.

كان هنالك لونا موجع لمقله العين يلوح علي مقربه !, نعم انه الفوشيا السخيف ! ,كانت ترتديه سيده بعقدها الثاني علي اكبر الظن , غير ابهه بفلسفه الهندام المناسب ؛ فجونلتها الجينز و إيشاربها الذي يحتله مزيد و مزيد من الفوشيا , كان خير دلاله علي ياسها المحدق !.

ما اصابها بالحيره كون تلك- السيده فوشيا- تتقدم بتثاقل نحو الترام القادم , و هو بدوره يقترب و يقترب في ثبات مميت !, اعتقدت حينها بشبه اليقين ان هذه الرائحه التي تعلق بالجو لهي رائحه الموت التي قرات عنها دوما !.

كان تيقظ سائق الترام هو الفيصل ليتوقف , فتيقظها هي لن يغير في الامر شيء فهي ثابته الخطي تبعا لخطه وضعتها هي ايضا وغرضها مبهم حتي الان لنا !, اما تيقظ ساكني شريط الترام سيتمحور كما فعلوا و فعلت , في اصوات عاليه مؤنبه لها حتي تفيق و تتخلي عن قرارها هذا !.
 تقبلت كل تدخلات الماره كذباب يداعب ملامحها بيوم حار بينما هي ثابته علي قرار إنتحارها!
نعم لقد قررت الإنتحار !, و لا تعلم لما لــ-سيده فوشيا- كتلك ان تقرر قرار كذلك ! و لما  قررت الخلاص بذلك الاختيار الموجع !, يمحيها الترام عن الوجود ولا يبقي منها الا فتات , اي عقاب تصبه علي نفسها بهذه الميته البشعه!.


 نجح سباب السائق ان يوقظها من ثباتها لتجنبه حادثه صباحيه ,قد يذهب ضحيتها و يبتعد عن اولاده مدي الحياه بسجن طره, نتيجه لإنفراط عقد العزم لدي احدي سيدات العصر الفوشيا !

ظلت تتابعها في صمت,فراتها تصعد نفس عربه الترام التي تقطنه , حاولت ان تقترب و لكن منعتها الحشود !, راقبتها تغادر العربه بالمحطه التاليه في صمت مشابه لصمتها امام الترام  قبل قليل في اطروحتها للموت !.
 ارادت ان تشحذ ذهنها سريعا لتختار طريقه مثاليه لتنبيه سكان تلك المحطه ؛كون تتوسطهم سيده  ذات ميول إنتحاريه !, لكن باب المترو سبقها و إحتجزها مع ظنونها هنالك تعاني !.

..............

بحركه ذهنيه لا إراديه إستنتجت ان التطور الطبيعي لوضعها سيتشابه في نقطه ما مع السيده فوشيا ! ,يوما ما ستكون هنالك علي خط الترام ذاته  تنشد الموت السريع!.

فبالتاكيد كانت لــ-سيدتها الفوشيا- كم لا  حصر له من الضغوط قادها بشكل او باخر الي ذلك الفعل !, و ها هي تتعايش مع قطرات اول الغوث !؛ علاقتها به هي قطره اولي من كم من الضغوط !, فهي يقينه من فشل العلاقه , و مدي بعدها عن حقيقه شخصيتها بصحبته !, فهي لا غريزيه الدوافع بينما هو يتمحور كيانه حول الغريزه !.


بحركه لا إراديه رفعت الهاتف و بجمله إبنة ثلاثة كلمات انهت ما بينهما الي الابد !, لم تذكر له ايه اسباب ! فقط انهته و اقرت  بوضوح كونه قرار نهائي لا مرد به! 


اغلقت هاتفها و ببسمه واسعه نظرت للفتاه التي تجاورها و اسردت (النهارده يوم حلو , مش كده!).



هناك 9 تعليقات:

أحمد أحمد صالح يقول...

بدون سرد مالا انجح في سرده من أسباب موضحا جمال الأسلوب أو مواطن الصراع النفسي ..الخ،ما استطيع قوله هو ان القصة جميلة جدا و اعجبتني جدا.

سميحة ميحة يقول...

سعيده جدا لمرورك , بجد نورتني و اسعدتني كل كلماتك الحقيقه :)

غير معرف يقول...

أستاذية غير مقيدة فى رسم الجو القصصى و المشهد المكتوب و اسلوب -فنى- جرئ يحمى نفسه من الوقوع فى فخ الابتذال الرخيص المعتبر حاله فنااو حالة او فخ الخلط و المسار غير المنتظم و ضياع هوية السرد و تراكيب الاحاسيس !!
انا منبهررر جدا
فى الاول عيشت نفسى فى جو اوروبى وسطى مايل للتسعينات او الالفينات "الكلاسيكية" لحد ما وقفتنى كلمة اذكار الصباح , فيه مزج هنا قلب الصورة عندى او هزها .. لما ركبت الصورة الجديدة لقيتها ماشية و ده رائع و له معانى فى بيئتنا مبشرة و بتفتح افاق لالبومات صور جديدة فى الذهن رغم انى كنت بحسبه اهمال تركيب او اغفال الجو المحيط , بس اكتشفت انه مقصود فعلا لما لقيت كلمة سجن طرة :)) كدة الصورة مقصودة :) و بتاكد كل المعانى اللى فاتت و ده رااائع :)
اول مرة من زمان احس انى متحمس للتعليق بالشكل ده :)
برافو بجد لو الوقت يسمح كنت فصلت ازاى كل كلمة مكتوبة بحرفية لم يغافلها الاحساس :)
مبحبش حد يقرا كلامى و يحس انى اوفر اوى بس المرادى مضطر عشان متحمس :)
على فكرة كلمة حيوانية المرادى فى مكانها ;)

سميحة ميحة يقول...

:))
انا سعيده جدا , و المره الجايه يا ريت تقول مين معايا علي سبيل التذكر يعني :)

نشات يقول...

جريئة كعادتك ترسمى صورة بقلمك تاخذنا معك فى كل مكان .. فى انتظار المزيد

غير معرف يقول...

انا اسعد D: التفاصيل نستنى اعرف عن نفسى , الانشغال بالتفاصيل ممتع:)

سميحة ميحة يقول...

م\ نشأـ منورني كالمعتاد :)

ههههههههههههه:)
الغريبه نستك للمره التانيه :)

سهران يقول...

خيال سوداوي ملئ بالانحرافات
ضعف وركاكه الاسلوب اتلفت متن القصه
مشكله مزمنه مع بناء الجمله

جميله وانتظر المزيد

سميحة ميحة يقول...

انا فعلا بعاني من مشاكل مزمنه في بناء الجمل , انا عندي مشاكل لغويه و نحويه مرعبه لو قدرت تدلني علي حل ليها هكون ممنونه جداااااااااااااا
لاني ارهقت من كم التعليقات علي النقطه دي و انا عارفه ان عندهم حق فيها
بجد انا اسفه علي كل الكم ده من الاخطاء