حبيبتي،
وحشتيني فعلًا، وقلبي يتوق أن أراكِ. لكنني لست في أحسن حالاتي هذه الأيام، وأخشى أن لا أكون الشخص الذي اعتدتِ أن تلتقيه. وهذا، في الحقيقة، هو التحدي الذي أضعه بين يديك: أن تفهمي أنني، وسط ضحكة عابرة، قد أبكي. وأن ورقة صغيرة ممزقة قد تستدر دموعي بلا سبب ظاهر. وأنني قد أسرح بعيدًا بينما أجلس أمامك، ليس هروبًا منك، بل لأنني غارقة في شيء ما داخلي.
ولهذا لم أقابل أحدًا منذ مدة، ليس لأنكم لم تعودوا تملأونني بالشوق، بل لسببين أعرفهما جيدًا:
الأول، أنني عوّدتكم على نسخة من نفسي لم أعد قادرة على تمثيلها الآن. وهي حقكم، أعلم، لكنني عاجزة عنها.
والثاني، أنني قررت – كما قال أحمد زكي يومًا – اوعى تلف بجرحك تشحت-. لست أريد عزاءً ولا حلولًا، أريد فقط أن أُمهل نفسي بعض الوقت، أن أتعامل معها برحمة لا أكثر.
هذه معادلة صعبة، أعلم، وربما لا تُفهم بسهولة. لذلك اخترت أن أكون وحدي، رحمةً بي وبالآخرين، فكل واحد فينا مُثقل بما يكفيه.
إن وجدتِ كلماتي واضحة لا تحتاج إلى أسئلة جديدة، فأخبِريني. أمّا إذا أردتِ أن تسأليني أكثر، فلن أستطيع أن أجيب، فداخل رأسي ما يكفيني من الأسئلة المؤجلة التي أحاول الرد عليها بصعوبة.
إن كنتِ مستعدة لكل هذا، قولي لي... وساعتها فقط سأخبرك متى يمكننا أن نلتقي.
لكِ كل الحب،
أنا.
هناك تعليق واحد:
مستعده اقابلك فى كل احوالك ♥️
إرسال تعليق