السبت، 20 أكتوبر 2012

نهايه مؤجله !



يحكي الرجل العجوز عن تلك الفتاه طويلا , يميتنا مللا لتكراره تفاصيل عديده عنها دون كلل او ملل من قبله؛ بل بالعكس كان يوحي لنا دوما بالاستمتاع بسرد تفاصيلها كامله !, حتي تكونت لدينا صوره موضحه الابداع تماما عن ماهيه خط حاجبيها و لون اسنانها حين تبتسم ! حتي نغازاتها كانت لدينا فكره عنها , الالوان التي تفضلها , تسريحات الشعر المعروفه حينما كانت تخطو خطواتها الاولي !و خطواتها الاخيره هكذا !

لم يكن لسرده موقف قوي مع الزمن !, فكان يقفز بنا من حدث الي اخر كلنا علي علم به , و لكن ما يجعلنا نظل نستمع بشغف و انصات كونه في كل مره تصالحه ذاكرته باضافات اكثر , لا تتصف عاده بالابداع و لكنها تبقي علي الموضوع شيق اكبر قدر ممكن !

يومها اسرد في حسره و بغض للواقع قائلا :
 

وبما انها حوا اللي لا عمرها داقت تفاح ولا بطيخ !
ولا عرفت رجليها طريق جنه  ولا شمت ريحتها حتي !
ولا عمرها كان ليها بصمه في يومه بتفاحته المشهوره !
و مع انها ما شافتش جنه !, لموها كلهم دايما انها ما قابلتش ادم !
اه هي عمرها ما شالت وزر طردته من الجنه !, بس اكيد الوزر ده كان هيبقي اهون عليها من كونها وحيده من غير ... فقط من غير 
........ 
رايت بين اوراقها يوما بخط ملتوي عن حزن دفين كلمات تقول :
ايها الادم فلتخاف مني !
بمجرد ان اراك ساطردك من اي جنه تطئها قدماك !!
ستكون تلك لحظتي الحاسمه فلدي حرمان من طرد ادميين من الجنه و ان لم اطردك فلن تنزل ها هنا بالارض لالتقيك و اعرفك من بينهم بتفاحتي التي تزين عنقك !

سمعت يوما ان اصل الكون عند الاغريق كنا رجل و انثي مجمعين في كائن عجيب متكامل و قوي ! لكن الهه الاغريق غارت من قوتنا كوننا نتصف بالكمال و قررت تفرق بيننا اهل الارض جسمين بروح هائمه في ارض الله , و حينها ظهر الخوف و الضيق و الاحتياج و اللعنه الكبري ( الشكوي المتداريه ), و صارت تسليتهم الوحيده علي مر عصور التفريق بين ما كان متحد !, ليبقوا الاقوي!

ان كنت خايف! ما تقابلنيش و ان كنت عادي ما تقابلنيش بردو!
 انا حوا شرهه جدا لاكل التفاح  لانها عمرها ما ضاقته !
و غوايتها مضاعفه فهي مركزه بعمر كامل من الصبر !
عاشت كتير علي مثل بيقول ان جالك الغصب خده بجميله !
ادم مش هجاملك خللي بالك !!
..................
وصفها دوما كونها تتلذذ في اظهار قوه مفرطه لا تمتلكها لتبقي نفسها علي اقل قدر من الاحتكاك بالامور البغيضه العاديه !, فقد توقعت ان كونها قويه سيعفيها من غباء الغير و تدخله بحياتها  و لكن هذا لم يحدث ابدا !
ضاق صدرها بكلمات الناس عنها و رايهم بتصرفاتها و كرهت ان يعاملوها من منوال نظرتهم لها لا علي ضؤ حقيقتها هي !
لكن كان الحل دوما يتلخص في (يبقي الحال علي ما هو عليه !)
...............
حاولنا كثيرا ان نتلصص له عن لحظه مواتيه و نساله عن حالها الان و نستشف بذلك ان كانت لا زالت حيه ام ماتت !و ان ماتت وحيده ام دافئه بشخص ما يكمن جانبها !
كان دوما ما يصيبه  التلكأ و يقول ( ارض الله لاهل الله محدش عارف مين هيروح فين و لا هيجي امتي )!
حاول صديق لي اضفاء بعض الشطه علي القصه و اخبر بعضنا ان الحكيم قد كشف له بساعه صفا انه هو هذه الفتاه و قد لعنه لاعن و اصابه بوحده اكبر ليكون رجلا بقلب امراه كما فسر رؤيته الاغريقيه موهما اياه بانه بذلك سيضحي كاملا ّ!
لا انكر اني و لشغفي لنهايه ما للقصه حاولت ان اصدق هذا الادعاء , بل  قضيت ليالي اجمع بين ردات افعالهم الجسديه بين ما يروي و ما اراه علي حكيمنا !, لكن سرعان ما اتهمت نفسي بالغباء لكونه هيهات ان تكون تلك هي نهايه القصه ! او يكون هذا ما حدث !
لكن ما بالي لاشغل بالي بنهايه فكل النهايات مؤجله في معظم الاحوال !, فعلام الاستعجال !

فالاجابات اتيه يوما ما علي لسان شخص ما بمكان ما لا اعرفه حتي الان!!!


ليست هناك تعليقات: