أعلم أنني كثيرة.
كثيرةُ الأفكار، كثيرةُ الأحلام،
وكثيرةُ الأوهام أيضًا.
أتخبّط حينًا، وأتفلسف حينًا آخر،
ثم أنهض من بين فوضاي كمن وُلد لتوّه —
مؤمنةً بأن السقوط ليس نهاية الإيقاع،
بل جزءٌ منه.
عرفتني منذ الأزل،
ومللتُ محاولة شرح ما هو واضح.
فما عدتُ أبرّر اختلافاتي، ولا أستجدي فهمًا ناقصًا.
وعدتنى كذلك أن لا أعتذر عن امتلائي.
أنا لست ضبابًا يحتاج إلى ترتيب،
بل عاصفة من نورٍ تبحث عن شكلها الخاص.
كوني كثيرة ليس خطأً،
بل دليلاً على أن فيَّ اتساعًا للحياة.
ويظلّ القرار — كما هو دائمًا — لمن يقترب:
إمّا أن يختار الغوص في هذا الزخم المدهش
ويتعلّم لغتها،
أو يتمسّك بحدوده الآمنة متمثلة بنزوات مرتّبة بعناية،
كما يفعل من يهوى النظام الزائد
والوضوح المبالغ فيه،
ظنًّا منه أن الترتيب يمنح الطمأنينة،
بينما هو في الحقيقة يخنق المعنى.
أنا لا أقارن،
ولا أطلب أن يُقارَن بي أحد.
كلّ ما أريده أن يُترك التفاعل يجري كما خُلِق:
طبيعيًّا، صادقًا، حرًّا.
فلا تحاول أن تُقوِّم مساره،
ولا أن تُهذّب ما ليس بحاجة إلى تهذيب.
إن فعلت، ستُتعب نفسك، وتُتعب طاقة الحياة بداخلى.
أنا لا أطلب فهمًا كاملاً،
ولا احتواءً يُحيلني إلى نسخةٍ مصقولة من نفسي.
كلّ ما أرجوه أن يُسمح لي أن أكون — كما أنا —
امرأةً كثيرة، حقيقية،
تؤمن أن في الفوضى جمالًا،
وفي الغموض حكمة،
وفي الكثرة... حياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق