الأحد، 15 يونيو 2014

سيلنترو الميرغنى

أعتقد ان المكان علي عكسي مثقل بالمشاهد المتكررة،ورغم ذلك اشعر به وقد تهللت اساريره لظهوري بعد سنوات غياب طويله ,
اسرح بخيالى قليلا انه لو كان لهذا العمود لسانا, لاشاد بتغير مظهري كليا عن اخر زياره له وخسارتي لبعض الكيلو جرامات ,لاطال الحديث عن مدي تطور حركتي بالكعب العالي،
لو كان لهذا العامود لسانا, لتحدثنا باستفاضة عن مدي كذب هذا الفتي علي تلك الفتاه الحالمه،لتناقشنا في مدي توتر وتيره صوته في حديثه معها بما يدعو للقلق كونه لن يتزوجها يوما كما يعدها،
لو كان لهذا العامود لسانا, لحاول علي استحياء حثي للتدخل ونصحها بهذا-البريك- المختلس بينما يستعدل ملابسه بالحمام,وبرغم علمه انها لن تصدق كلمه من كلماتى مهما اطلت لها الحديث ومهما كانت حجتى قويه ،اعلمه منذ امد طيب حنون و لكن غير واقعى بالمره !
كنت اهز له راسي موافقه لعلمى كونه سيتفهم تماماً فقداني الرغبه في الكلام،فهو يعلم مثلي تماماً انه كلما تجاوزنا أعمارا اخري علي تلك البسيطه فقدنا رغبتنا في الكلام اكثر وأكثر.
سيحاول لفت إنتباهي لهذا الرجل الجالس بجانبي بينما يعاني نفس وحدتي الجليه في فراغ مقاعد منضدته من الزوار،سيحاول تهيأتى كونه يحاول استراق النظرات الي راغبا في بدء حديث ما ,حديث يعلم انني ان اخوضه يوما معه !
سيحاول بخجل سؤالي عن صديقتى المقربه ورفيقتى بمعظم زياراتى لهذا المكان, وستجيبه ملامحي ان ما كان كان وليس لي الا غدي-كما تقول ماجدة الرومى-.
سيحاول الخوض بالتفاصيل لكن ستمنعه مقلتاي المغيمتان بنحيب طويل مؤجل ،سيحاول بخبث محبب تذكر لحظات بعينها ليدفعنى للابتسام كيوم أصابني النعاس علي تلك المنضده وطلبت من النادل ان يوقظني بعد عشره دقائق فقط لاكمل مشروع الكليه المنوطه بتسليمه غداً،سيجد من هذا سبيلا ليسالني عن تفاصيل اكثر تخص صديقتي الأقرب حينها، اشعر نحوه بالرحمه كونى لا اعطيه اية اجوبه ,أحدثه كونها الان متزوجه وسعيده ولم تدعوني حتى علي حفله عرسها لاختلاف تافه بوجهات النظر تطور الي عناد مزرى فقدنا به سته أعوام من العشره الطويله والضحكات والبكاء،سيحاول التدخل لكني سامنعه لعلمى كونه ما من سبيل للرجوع.
سيحاول دفع الامر عني بالكامل بان ينوه كوني لا زلت لم احقق حلمي بامتلاك سياره ,فليس الامر سرا فانا لا اصطحب اية مفاتيح تخص السياره،هذا رغم علمه للسبب فانا لا زلت أخشي قيادة السيارات ولا زلت اكره المواصلات حد الانتخار،سيحاول ان يكون مرحا وهو يخبرني ان الامر تبدل الان واضحي يجاوره خط المترو الجديد بما يكفل لي رحله مريحه الي المنزل علي عكس ما كان بالماضى.
سابتسم له ابتسامه خافته تقديرا لكل تلك المحاولات لجعل يومى اقل صعوبه بينما تقطعها مخابره من امي كما بالسابق تماماً ,اخبرها بها كوني ساتحرك بعد خمسه دقائق! يبتسم لكونها لا زالت نفس الخمسه دقائق تماماً كما بالسابق ويتعجب كونها لا زالت تصدقني بخصوص تلك الخمسة دقائق التى لا تتبدل!
اتركه بوعد زائف بتكراري للزيارةهو أكثرهم علما بكونى لن افى به ,فبالاضافه لكونه يعرفني حق المعرفه فهو يعرف أيضاً ان هذا المكان مثقل بالذكريات بما لا يليق بزياره قريبه!
نفترق دون وداع ودون وعود براقه باي شيء فمن هم بمثل اعمارنا فقدوا القدره علي تصديق الوعود منذ امد...........
اترك للفراغ باكمله كامل ظهرى واسير بطريقى الى المتروالجديد إعمالا بنصيحته حرفيا بينما اتفكر فى شىء واحد, ان اى وحدة تلك التى تدفعنى الى الحديث للساعة والنصف الى عمود حزين يسكن -كافيه- بالى انهكته طول ساعات المشاهده ليجد بى ضالته التى تماثله حزنا!!

هناك تعليقان (2):

ريم وجيه يقول...

الاماكن لها ارواح ..والذكريات بتخلق لها صوت :)
يارب ماتبقيش وحيدة وموجوعة ابدا ياميحة

سميحة ميحة يقول...

تسلم ايدك يا ريم وامين يا رب:*