السبت، 23 فبراير 2013

قول اننى منيح !


أعلم تلك الحالة حق العلم!
ستبدأ باتخاذ أعذار واهية عنه قد يفكر في سردها في لحظة ما, فالكلمات دائمًا ما كانت جحيمها الأكبر، خاصةً مزدوج المعانى منها! مرورًا بتذكر لما كنت عليه من سعادة منذ قليل، وإلى أي حد اختفت كل تلك المعالم عن ملامحها، ونهايةً كما هو متوقع بحملقة في السقف وصعوبة في التنفس وابتهال لراحة تقارب الموت وإن كان نومًا طويلاً غير معلوم المدى!

تمر أحيانًا بتوهم رنات هاتفها تحمل لها خبر استدعائه لروحها! لكن ليس كثيرًا، فهي مداومة علي حبوب التمسك بالواقع وتجريم الخيال! فالخيال دائمًا ما كان أخصب وأجمل، فإن تذوقته في غفلةٍ من عقلها لباعت الكل وتمسكت به!!

أعلم!
تعلم جيدًا، فقد طالت عشرتي بي (بها)!!!

تتذكر أن آخر نظراتها للوضع كان يوحي بالكمال، يجيبك عقلك الواعي بوهن: (أي كمال تدعين؟ فما في الأرض أجمع شيء يمكن أن يوصف بالكمال!)
تعتقد يقينًا أن الموت هو الملاذ الأوحد! الموت حقًّا أو نومًا أو غفلةً عن تفاصيل هذا العالم الأحمق والغوص في ملذات الاحلام!

بحملقةٍ أعمق بالسقف تبني خلالها مدنًا كاملةً يحتلها الصليبيون أيضًا وتنقذ من بينهم فرجينيا جميلة الجميلات لكونها أجمل من أن تموت على أعتاب خيمة هذا الوغد الحقير الجاحد بجمالها، وإن كان محلى بغرورها فهذا لا ينفيه أو ينقصه قدرًا.
تتذكر أنها من نسل هذه الفرجينيا، ومن أقل حقوقها أن ينقذها منقذ ما في سقفٍ آخر لحجرةٍ أخرى تلهو بها روحها بعيدًا عن فراغ غرفتها المشحون بالغضب!

 ترسل رسالة واهية إلى مكان عملها تحاول جاهدةً أن تنقل بها الصورة، ولكن مع تحفظ بسيط يصون أنوثتها المجرمة للتعري روحيًّا أمام أيٍّ من كانت سلطته. علقت روحها بشراشف سريرها وطمأنته بالوصال ليومٍ آخر لن تغادره فيه، فسيكون ملاذها به هو جلد الذات هذه!
هكذا كانت رحيمة مع سريرها ووفرت له الصحبة الأفضل بها، وهكذا -كحصر سريع للوضع- فهنالك شيء ما راض يقنع بأُنس ما بهذه الليلة الغبراء: السرير!!

إنه السرير إذن، هو وليس سواه، فمن الجحيم أن أوزع كل تلك الطاقة السلبية على أشياء كثيرة أتحمل ذنب الاعتذار لها فيما بعد!!
فيا ليته من كومود سعيد، ترابيزة هنيئة، أباجورة منطلقة الأسارير!
وحدى أنا وسريري سنواجه الموقف!!!

تجدد وصالها بسريرها سلامًا بجانبها الأيسر وتلعن عادتها في البدء بجانبها الأيمن. أسمع شعيرات يقينها عبر أذنيها تتحاور (ماذا فعل تيمنها يوميًّا بالنوم! فها هي ذي حزينة بائسة!! فلتتيسر إذن وليكن ما يكون، فلعل العلة في التغيير أيًّا ما كان هو هذا التغيير!) وإن كانت كلمتها (فلتتيسر) آتية من (اليُسر) وليس (اليسار)، فليكن، فهي ليست بحالة جيدة لأناقشها في مدى قوة لغتها، لذا سأسمعها في صمت كهذا السرير الحنون!

تسرد.....

وكأن صديقي الأوفى هو الدمع وصلاتي الوحيدة القابلة لأن تُقبل هي دفع الحائط بقدمي عسى أن ينهار فوقك، فترتاح جزيئاتي الغاضبة بغضب أكبر نابع من أحجاره اللائي اغتصبت سكونها بدفعي البغيض لهذا للحائط!

وكأنه ليس هنالك سبيل لتهدئتي إلا بإحاطتي بغضب أكبر يضحي أمامه غضبي هينًا قابلاً للتعايش! نفس لعبة الأيام التافهة التي تفاجئنا بيقينٍ تامٍ منها بأيام أسود من سابقاتها لتوقفنا هذا الموقف السخيف أمام انفسنا، كون حكمنا على الامس لم يكن صادقًا، فهو لم يكن سيئًا مقارنة، باليوم وهكذا وهكذا وهكذا!
دوامة الحكم على الأيام وعلى أنفسنا ككائنات تدير تروس الزمن غصبًا!!

وكأنك غير قابل لرؤية ذاتك إلا بكل هذا النكد الصدئ. تضحي كلمة (صدئ) غير قابلة لأن تقال وحسب، فمذاقها يلون طرف لسانك بالفعل؛ هذا حين يزيد الوضع سوءًا ويرن صوته بأذنك وهو يقول إن الأمر بأكمله مجرد كذبة!!

تتعجب من الجموع المحيطة بهالتك من جماد وحيوان ونبات، وتتذكر كم كنت جميلاً وأنت تبتسم منذ قليل!!
تؤكد لك الصور كم كنت جميلاً وتبعد عنك أي شك في حب ذات تافه ساقك لهذا الحكم! فإن كذب هذا لصدق هذا، وإن كذب هذا وهذا لصدقت هذه.. (نعم مرآه حجرتي لم تكذب علي يومًا)!!

هكذا هو الأنس بين أشيائي القابلة لأن أمتلكها حقًّا دون أن ترعن وتقرر الهرب مني، هكذا وليس كما يهينون عقليتنا بكل هذه الكتب. لمَ يصدرون إلينا حياة غير قابلةٍ لأن تُحيى؟ لمَ يوقفونا أمام ذواتنا بكل هذا الوهن لعدم قدرتنا على استحداث تلك الحياة على أرض واقعنا حيث يعيش الكل سعداء؟ لمَ يستبقونني دومًا خارج تلك الدائرة، ولمَ لا يُصدقون ولو لمرة على جواز سفري الأوحد لولوج عالمهم السعيد؟ (كون ضحكتي جميلة وتوحي بالسعادة)!!
لمَ لا يمثلون دور الأغبياء ويقبلونني بينهم مجرد بطلة لكتابٍ ما، ولو كان كتابًا ذا صفحات قليلة ولم يفز بأي شهادات أدبية العب به دور السعيدة الهنيئة الغير قابلة للانتحار حزنًا؟!
لمَ هذا المثل الشعبي ليس قانونًا بدستورهم في تقبل الآخر (من جاور السعيد يسعد)!!
فلتتقبلوني بشكلٍ أو بآخر وبالطريقة التي ترضونها، فقد مللت من عشرة نفسي!!
......................
قوم نحرق هالمدينة ونعمر واحدة أشرف 
قوم ننسى هالزمان ونحلم زمن ألطف
مازالك بلا شىء ما فيك تخسر شيء
وأنا مليت من عشرة نفسي

كان بدي غير العالم مش عارف كيف العالم غيرني
كان بدي أحمل السماء وهلأ أنجق حامل نفسي
قول إني منيح
قول إني منيح

:)





ليست هناك تعليقات: