الثلاثاء، 15 يناير 2013

ذوات الأربع



الجمله الابقى في ذاكرتى(مين حبه ربه حبب فيه خلقه)!,لم اتسائل طويلا و لكن زهقت روحى من كثرتها عن الاسباب و توابع تلك الاسباب و مدى قدرتى في احتوائها او ان اتركها تحتوينى و فقط!

يحبونني!!
يحبونني لأنهم يجدون بي بعضًا منهم، سواءً كانت أفكارًا مغلوطة أو حنينًا للإستغناء، مع العلم بعدم القدرة على ذلك، أو ألوانًا من الحياة اليومية يشتاقون لرؤية أنفسهم يمارسونها.
لكنهم يحبونني!!

 
هذا يجعلني دون أدنى حب مضاعف للذات. وكوصف دقيق للحالة، أنا مجرد "بالتة" ألوان! إذ أقوى على جمع كل هؤلاء في آنٍ واحد داخل حيز هذا الجسد أو هذه الجثة أو تلك الملامح الخادعة عن الهدوء!
يقول مثلنا الشعبي (كل بير متضايق بميته!)، فما بالكم بكل هذا الفيضان الشعوري الذي يجتاحني بصورة يومية، لحظية، وكل فيمتو ثانية!
لكنهم يحبونني!!

هذه ليست مشكلة، طبعًا ليست مشكلة بأي حال، فلا تنتهجوا فعل الشفقة نحوي! لقد أشرفت عن قرب وعلى قدم وساق طيلة عمري على مدى صحة سير العمل علي حالي لأصل إلى تلك النتيجة التي كانت مرجوة لدي حينها! لن أناقشكم في مدي صحة وجهه نظري لأصل بي إلى تلك الحالة، فأنا من قررت، وأنا من باشرت، وأنا من سأتحمل نتيجة اختياراتي، فليس لديكم دخل بي لتناقشونني فيَّ بهذه السماجة!

نعم، سمعتك، أنت من تقول إنني مجنونة.
ردي عليك ينحصر في سلطنة مضاعفة أمارسها أثناء إهدائي لك أغنية مدحت صالح (مخلوق رافض للنصح والعمر بقيسه بسهري).


دعكم من الحكي على ذاتي وكشف المستور، فأنا لست بالذكاء الكافي لأمارس تلك العادة الأنثوية في فن الحكي! لقد فقدت متعة إطالة الجمل منذ حين، صدقوني، وأعتقد بذلك أنني فقدت جزءً من كوني أنثى، وصرت رجولية أو ذكورية الأسلوب بشكل أو بآخر، وهذا أفخر به على أي حال من نفس منطلق (محدش يلومني ولا يعتب عليا) والإفيه الأبقى (أنا مبسوط كده، أنا مرتاح كده).

لكنهم يحبونني!!

ما لا أفهمه بعيدًا عن كل تلك الحماقات السابقة عن الذات المريضة بالتأكيد، "مريضة" في تلك الحالة ليست بذم في الذات، فكلنا ذوو نفوس مريضة بشكل أو بآخر، ونتحول مع الوقت لكائنات سوية بتقبلنا لمرضنا هذا وليس الشفاء منه، فهذا محال!
ما لا افهمه أنهم برغم ذلك يكرهون أنفسهم! هم، أي هؤلاء القوم الذين يرون بي ما لا أراه بنفسي إنجازًا أكبر، فعادة حياتي نهج أنتهجه ولا أقصد إبهار الأخر بنهجي هذا، فهو بالبداية والنهاية غرضه الوحيد إعانتي علي الحياة يوميًّا بروح شبه مرتفعة، تقوى على أن تحتويني لأني فقدت الثقة في احتواء الآخر لي دون أن تغرر به ذاته لإلقاء بعض الأحكام أو بعض المواعظ السخيفة أو أيًّا ما كان! فهم يوهمون بامتلاكي أو امتلاك قدري بمجرد التقرب مني وإتاحتي لهم سبيل إليَّ!

لقد تدربت علي ذاتي طويلاً نظرًا لطول مدة المعاشرة، ولثقتي التامة في مدي إنسانيتها، فهي -رغم كل زلاتها- خيرة تحب الخير والابتسام، وهذا يستحق، صدقوني.

لكنهم يحبونني!!

تُرى لمَ يحبونني وأنا منهم! أو تُرى لمَ لم يقعوا في حب مرآتهم أو صورتهم الشخصية عن ذواتهم، فأنا مجرد انعكاس عنهم يسير ويحكى ويتآمر علي إسعادهم أو تعاستهم أحيانًا أخرى!
إنها النعمة الكبرى التي لن أسأل يومًا عن تداعياتها، وأستمر في القول رغم كل شيء (اللهم حبب فيَّ خلقك)، لكن لأكون منطقية وذات طابع (حقاني) معكم أصدقائي، فقط دعوني أسوق لكم تلك الحقيقة.

إننا من ذوات الأربع...


ليس الأربعة أطراف، ولكن الأربع شخصيات علي الأقل...
فنحن من ذوات الاربع و لو كره الكافرون!(الكافرون بالحق و المنطقيه المطلقه للامور)! 
وهذا جيد أيضًا :)

..............................................................
 و الصوره دي و الرساله دي ليكم و لي !
دي انا و ده انتم و علشان كده لقينا بعض :)
الصوره من فيلم (before sunrise)
وهذا جيد أيضًا :)


هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

ولكننا نحبك ... دى حقيقة :)

Unknown يقول...

صعب الانسان يرضى عن ذاته...لكن لازم يحبها...و يحبها بهدف تطويرها...مش يحبها بعيوبها او زي ما هي

اما حب الناس فطبيعي يكون بسبب انك عملتي حاجة نفسهم يعملوها...و مش قادرين
نفسهم يبقوا زيك...بس مش بايديهم
و ساعتها ما بيشوفوش انتي ممكن تكوني محتاجة ايه منهم بطعم الحب ده.....و بيبقى أقرب لحب بدافع الحقد و تركيبات النقص.....بس في النهاية أحسن من الكره

مع ان ابن المقفع قال ان الصديق الحاقد أسوأ من العدو و أنا بزود عليه......أنه أسوأ بكتيييييييييييير

في ناس بتحبك لدرجة انهم بيحاولوا يغيروا في حياتك و ينصحوكي طول الوقت من دافع حبهم أو خوفهم أو خبراتهم...في النهاية بيكون كل ده بداعي التجربة...انهم يجربوا طريقة تانية لمشكله واجهتهم و فشلوا في حلها....فدول مفيدين لو خدتيهم كناصحين...بس مش أكتر
لأنها في النهاية تجربتك انتي ...و هتجربيها انتي الأربعة...مش بس لوحدك يعني
:)

اسامة يس يقول...

لان الذات هي المتحدث.. فإن المنطق يراوغ كثيرا.. يظهر بوضوح ويتفلت بذكاء ومكر... يريد البوح ما استطاع مدعيا الجرأة.. ثم يتكتم بجسارة معلنا العصيان...

هكذا قرات حروفك...
دمت مبدعا