الخميس، 13 ديسمبر 2012

أتلهي يخيبك!



صوت ما في نهاية دماغي بيتكلم برزانة وبحكمة تخليك غصب عنك تلتفتله، مش شرط التفاتك تخليك تصدق كل اللي بيقوله، زيه زي الناس المتلمعة في برامج التليفزيون اللي بيتكلموا في السياسة والاقتصاد! أعتقد إن في يافطة قدام كل قناة بتقول لو مش متلمع وعلى سنجة عشرة مش هتطلع في قناتنا يا حدق! مش مهم تكون بتقول كلام حلو، مش مهم تكون ليك شخصيه، الأهم إن شكلك يوحي بالجدية وتقول كلام منسق، ساعتها تقدر تبقى إنسان في نظر ناس كتير، مشاكلك النفسية حلها بعيد عننا، بس انت تنفع واجهة!



أهو الصوت اللي في آخر دماغي ده صوت الواجهة، الصوت المتلمع اللي فيهم، أصلهم كتير هناك!!



بعد ما اتنحنح كتير قاللي: أعتقد!!!

أعتقد إن الإحباط والاكتئاب فعل أناني جدا. أو يعني بينتج إنك بتركز في حالك انت وبس وخلاص، فأكيد بتتضايق وتتخنق وتحس إن مفيش سبيل لتغيير مُرضي للوضع الحالي، اللي هو أكيد مش مُرضي لأنك زعلان يعني ومش مبسوط!



أعتقد لو قدرت يبقى عندي إيثار وأفكر في حل مشاكل تانية غيري ولو لوقت قصير، هلاقي مع الوقت تحليل منطقي ومنه بالتبعية حل منطقي لمشاكلي أو أيا ما كان مسماها يعني!



(صوت خالتو وهي بتقول لابنها: اتلهي على عينك يا منيل)



هو أنا مش مقتنعة بفكرة بداية الكون ونهايتها اللي بتتركز كثبوت على موقف ما! يعني عمري ما صدقت إن الثانوية العامة بتحدد مصير، أو إن الجواز واختيار شريك الحياة هي بداية ونهاية العالم!

ثانويتك العامة ممكن تبقى ولا حاجة لو دخلت كلية ما وعملت دراسات عليا في تخصص تاني وتبع كلية تانية وتمام التمام!

وجوزك ممكن تتطلقي منه وتلاقي حد أقرب لروحك بعد طلاقك ده، وساعتها أكيد هيكون مستنيكي على النص التاني من الكرة الأرضية ,بدليل إنك ما شفتيهوش قبل المدهول الأولاني ده!!



(صوت ماما وهي بتتريق على الرئيس في خطابه الأخير: اتلهي يا منيل الله يخيبك)



الإنسان مســيـَّر ولا مخير!!

مش عارفة, وعارفة إني هفضل مش عارفة!، اعتقد أنا مش مســيـَّرة ومش مخيرة أو أوقات وأوقات، يعني مفيش قانون عام يحكم موقفي من الكون!! أنا بين ده وده، وده عادي أو بقي عادي يعني مع الوقت!!



الفكرة دي بتاعت ما بين كده أو كده مش مرتاحة أنا اتعممت بسكيل وشكل أكتر وأكبر مع الوقت!

يعني مقتنعة إني لا بيضة ولا سمرة!

لا وحشة ولا حلوة!

لا مثقفة ولا جاهلة!

لا طيبة ولا شريرة!

لا مؤمنة ولا ملحدة!

عمري ما بقيت أبيض ولا هبقى عمري أسود!!

الفراغ الكبير اللي بين الأبيض والأسود (الرمادي) مداه كبييييييييير اوي، أنا ممكن أفضل تايهة فيه طووووووووول عمري ومش هوصل لجانب من الجانبين!

بعيدا إني مش مقتنعة إن الأبيض خير والأسود شر! زي ما نعم هتدخلني الجنة ولا هترميني في جهنم!

أنا هعمم القانون العام اللي بيقول، الأسود كتير أشيك على فكرة:)



 (صوت طنط فرحانة جارتنا وهي بتنده على بنتها: اتلهي اتلهي وقومي اكوي قميص لبابا علشان نازل)



يا تري هو ده تعريف فكرة إننا نفكر بره الصندوق!!

يا تري أنا فين جوه الصندوق ده أصلا!

يا تري فيه صندوق أصلا ولا حد بناة حواليا وخلاص! ممكن كوميديا الموقف تخليني اقتنع إني أنا اللي بنيت صندوقي حواليا!

طب يا تري الحل إني أحفر حفرة في حيطة الصندوق ده وأشوف براه! ولا الألطف إني أتكيف وأتعايش وأؤمن إنه الأحسن!

طب يا تري عدم رضايا ده هيوديني لكفر بالواقع ومنه كفري بالإله اللي قيمة حياتي في إني أرضى بيى وباختياراته ليا!



 (صوتي أنا وانا شايفة انعكاس صورتي على زجاج المكتب: اتلهي على عينك وركزي في اللي بتعمليه، عندك تسليمة يا هانم)



أنا مســيَّـرة على فكرة، موضوع كوني مخيرة دي كلها أفلام هندي!!

بس مسَّــيـرة بشياكة، يعني أنا مش زي الحمار أبو لجام اللي بيتزقله اللجام يمين وشمال فيطيع لجامه في صمت!

أنا بس بيتقالي من مكان ما في الكون بس بس بس فأترجمها يمين وأروح يمين! ويتقاللي بـــــــــــــــــــــس فأترجمها شمال وأروح شمال!

يعني أنا فعلا مسـيـَّرة بس بشياكة:)



أقول لكم أنا قررت فعلا أتلهي وأقول للصوت المتزوق في نهاية دماغي: هـــــــــــــــــــــــس هنا لو سمحت!!

:)




ليست هناك تعليقات: